جاء في “نداء الوطن”:
قبل أيام من بدء لجنة مراقبة وقف إطلاق النار عملها رسمياً، كان الحدث اللبناني، يوم أمس السبت في الجنوب، وتحديداً في ثكنة بنوا بركات – صور، التي احتضنت اجتماعاً استثنائياً لحكومة تصريف الأعمال، شارك فيه قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، وغاب عنه وزراء “التيار الوطني الحر”، الأمر الذي، لم يكن مفاجئاً، ولكنّه أثار الكثير من علامات الاستفهام.
الجلسة التي تخللها موافقة مجلس الوزراء على خطة انتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني، كان استهلّها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بكلمة أكد فيها أن “القرار 1701 الذي سيطبقه الجيش جنوب الليطاني بالتعاون والتنسيق مع “اليونيفيل”… هو الأساس لوقف اطلاق النار”.
وبينما كانت الحكومة تطلق يد الجيش جنوباً، كان الموفد الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين، يُطلق سلسلة مواقف من الدوحة، قال فيها إن الوضع في سوريا يشكّل نقطة ضعف جديدة لـ “حزب الله” وإيران، معتبراً أنّه لم يتمّ القضاء على “الحزب”، لكنّه ضعف إلى حدّ ما.
في سياق متّصل، لا تزال تطوّرات الميدان السوري في واجهة الأحداث على الساحة الإقليمة، حيث تتبدّل معالمه بين لحظة وأخرى، في ظلّ التقدّم السريع على جبهات عدّة للفصائل السورية المسلّحة وتضارب المعلومات بشأن وجود رئيس النظام بشار الأسد في دمشق من عدمه.
وبعد سيطرتها على مراكز محافظات درعا والسويداء والقنيطرة خلال النهار، حقّقت الفصائل مكاسب كبيرة ليلاً في شمال حمص وشرقها، ووضعت يدها على سجنها المركزي وحرّرت جميع المعتقلين فيه، مع انهيار الخطوط الدفاعية الأمامية للنظام في المدينة وانسحاب جنوده منها.
وفي ساعة متقدّمة من ليل السبت – الأحد، أعلن القيادي في الفصائل السورية حسن عبد الغني أنّ الجماعات المسلّحة “حرّرت بالكامل” مدينة حمص وسط سوريا.
وفيما تؤكد الفصائل أنّها باتت قاب قوسين من اجتياح العاصمة دمشق، كانت لافتة التظاهرات الشعبية التي سُجّلت في ضواحي دمشق خصوصاً في جرمانا حيث مزّق المحتجون لافتات وصوراً للأسد وهدموا تمثالاً لوالده.
وعلى وقع التطورات المتسارعة في الداخل السوري، عُقد في الدوحة، اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا، أجمعوا في ختامه على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً في سوريا واستئناف العملية السياسية مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وفي الدوحة أيضاً، استدعى الملف السوري اجتماعاً لوزراء خارجية قطر والسعودية والأردن ومصر والعراق وإيران وتركيا وروسيا، الذين دعوا الأطراف كافة إلى إيجاد حلّ سياسي للأزمة.
وفي أبرز المواقف الدولية، دعا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الولايات المتحدة إلى النأي بنفسها عن الصراع السوري، وقال “سوريا في حالة فوضى، وهي ليست صديقتنا، والمعركة ليست معركتنا. فدعوها كما هي ولا تتدخّلوا”.
في باريس، وبعيداً من الأحداث الأمنية والأزمات المتنقّلة في المنطقة، نفضت “كاتدرائية نوتردام” رماد الحريق عنها، واحتفل زعماء العالم والملوك والأمراء، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعادة تدشينها، بعد ترميمها إثر الحريق الذي التهمها ودمّرها العالم 2019.
وكانت للبنان مشاركة لافتة في الحفل الضخم، سواء من خلال حضور الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أو عبر الأداء المبهر الذي قدّمته الفنانة اللبنانية العالمية هبة طوجي خلال المهرجان الموسيقي الذي تلا حفل التدشين.