كتبت اتحاد درويش في “الأنباء الكويتية”:
ساد الشارع اللبناني أمس الترقب الحذر انتظارا للإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بعد عملية التفاوض التي قادها الرئيس نبية بري بالتنسيق مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والتي انطوت على كثير من الأهمية بعد مباحثات شاقة لرئيس مجلس النواب مع الموفد الأميركي أموس هوكشتاين لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 والتأكيد على التزام لبنان بتطبيق كافة مندرجاته.
ووسط الأجواء الإيجابية والتفاؤل باقتراب الحل في لحظة مصيرية يتعرض فيها لبنان لحرب تدميرية منذ شهرين، وتكاد لا تقارن بحروب أخرى شنتها إسرائيل على لبنان لناحية حجم الاستهداف الكبير للمدنيين الآمنين والتدمير الممنهج للبلدات والقرى في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية الجنوبية، كما حصل بعد ظهر أمس، وأدت إلى أضرار واسعة في المساكن والأبنية والمؤسسات التجارية والبنى التحتية والمرافق الأساسية والهيئات الصحية والمعالم الدينية.
وكان الأخطر حجم النزوح الذي بلغ أكثر من مليون و200 ألف نازح وإلى أكثر من 3700 قتيل وزهاء 16 ألف جريح.
وعلى رغم من الارتياح الذي ساد الشارع اللبناني، بقي الحذر الشديد مسيطرا بما يذكر باليوم الأخير لحرب تموز 2006 التي امتدت 33 يوما، وقد صعدت فيه إسرائيل كما يوم أمس من عملياتها العسكرية ضد البلدات والقرى اللبنانية في الجنوب والبقاع بعدما عجزت حينذاك أيضا عن إحراز أي تقدم في البر.
وفي حين بدت الحركة في العاصمة طبيعية، إلا أن وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية تواصلت فاستهدفت أمس مبنى سكنيا في منطقة النويري في بيروت، كما شنت سلسلة من الغارات على بعض القرى الجنوبية وضاحية بيروت الجنوبية.
وعليه بقي الانتظار سيد الموقف إلى حين تتبدد أجواء القلق وتسود الطمأنينة أوساط النازحين عن اقتراب موعد الحل، والعودة إلى ديارهم ومناطقهم المنكوبة الذين غادروها عند اشتداد القصف وتكثيف الغارات على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.
ففي يوم 14 آب 2006 ومع دخول العد التنازلي لوقف العمليات الحربية حيز التنفيذ، بدأ تدفق آلاف النازحين إلى بلداتهم ومدنهم بعد النزوح القسري جراء العدوان الإسرائيلي.
وقال مواطن في أحد مراكز النزوح: «لا ثقة بإسرائيل فهي عدو غادر، ولم يتوقف القصف والغارات على رغم الحديث عن وقف إطلاق النار».
وقال آخر: «العودة إلى مناطقنا حتمية حتى وإن تحول منزلي إلى ركام. لا منزل آخر ولا مركز إيواء يغنيني عنه، حتى وإن اضطررت إلى المبيت في العراء». وروى كيف عاد بعد حرب 2006 إلى الجنوب بعد أن نزح للمرة الثالثة جراء حروب إسرائيل، وكيف انطلقت قوافل النازحين إلى ديارهم وكانت الفرحة حينذاك كبيرة. «وصلت إلى بلدتي جنوب نهر الليطاني رغم تدمير الجسور والطرقات خلال تلك الحرب».