كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
أفادت معلومات صحافية الاربعاء بأن “المبعوث الأميركي آموس هوكستين طمأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى أن الأجواء إيجابية في ما يخص مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن والتي تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وأن دولة قطر تسعى بكل جهدها لإتمام الأمر”. وأشارت المعلومات عينها الى أن “هوكستين أكد أن الأمور تحت السيطرة وأن الأجواء ما زالت إيجابية في ما يخصّ الحرب بين لبنان وإسرائيل”.
وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، هوكتشاين غادر لبنان امس متوجها من جديد، الى تل ابيب التي وصل منها الى بيروت. وفي لقاءاته هناك، التي أعقبت جولته على المسؤولين اللبنانيين، وابرزهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، أبلغ رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ان حزب الله لا يزال على موقفه ولم يبدّل قيد انملة فيه: لا كلام في اي تسوية سياسية قبل وقف النار في غزة.
رغم هذا الجواب، بدا لافتاً ان اسرائيل لم تبدّل من وتيرة او شكل عملياتها في الجنوب امس. اي ان عمليات الاغتيال واستهداف عناصر الحزب تواصلت، ومعها القصف والغارات على البلدات الجنوبية.
حتى ان عرض حزب الله مقاطع مختارة من صور جوية “حديثة جداً” جمعتها طائرات من نوع “الهدهد” الاستطلاعية، ومن الصور ما يخص منطقة حيفا، مقدّما شرحاً مفصلاً لما تحويه من تجمعات سكنية ومراكز صناعية وتجارية وعسكرية، إلى جانب منطقة الميناء التي تضم المرفأ المدني وقاعدة عسكرية لوحدة “شيطيت” التي تدير زوارق قتالية متطورة، وتوجد قاعدة مماثلة لها في ميناء أسدود جنوب تل أبيب.. حتى ان هذا التطور اللافت الذي اراد من خلاله حزب الله تهديد تل ابيب، بأنه في حال تجرّأت على الحرب، فإن هذه الاهداف كلّها ستكون في مرماه… لم يغيّر في الخطط العسكرية الاسرائيلية المعمول بها منذ اسابيع والتي تقوم كما اسلفنا، على الغارات والاغتيالات، ولم تقم تل ابيب مثلا بتسديد ضربات اعنف من المعتادة، او في العمق اللبناني…
هذا الواقع، بحسب ما تقول المصادر، اذا ما عطفناه الى الاجواء المريحة التي تم نقلها عن هوكستين والمذكورة أعلاه، يؤشر الى ان المبعوث الاميركي نجح على ما يبدو في مهمته، وتمكّن من اقناع تل ابيب بالتريث وعدم “التهوّر” عسكريا.
لكن هل زال الخطر نهائيًا؟ وهل ستبقى تهديدات اسرائيل تهديدات فقط؟ وفق المصادر، لا جواب نهائيا بعد ويجب انتظار مصير اقتراح بايدن. ما فعله هوكستين هو شراء وقت اضافي، وهذا بحد ذاته، نجاح، على حد تعبير المصادر. لكن في حال سقوط اقتراح بايدن، كلامٌ آخر. وحتى في حال ابصاره النور ايضا، لان اسرائيل تريد إبعاد الحزب عن الحدود دبلوماسيا والا عسكريا، تختم المصادر.