أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب صلاة عيد الاضحى، في مسجد الامام الصادق مستديرة شاتيلا، بعدما القى خطبتي العيد اللتين قال فيهما:
“هذا يوم الأضحى جعله الله للمسلمين عيداً ولمحمد ذخراً وشرفاً وكرامةً ومزيداً، فنسألك اللهمّ في هذا اليوم أن تُصلي عليه كما صلّيت على ابراهيم وآل ابراهيم في العالمين، وأن تبارك لنا وللمسلمين فيه وتغفر لنا ولهم ولأمواتنا وأمواتهم ولشهدائنا وشهدائهم الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم في سبيلك وأموالهم خدمة لأيتامهم وعيالهم وعوائل المجاهدين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَحَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ بِعِزَّتِكَ، وَأَيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوَّتِكَ، وَأَسْبِغْ عَطَايَاهُمْ مِنْ جِدَتِكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ، وَاشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ، وَاحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ، وَامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ، وَأَلِّفْ جَمْعَهُمْ، وَدَبِّرْ أَمْرَهُمْ، وَوَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ، وَتَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مُؤَنِهِمْ، وَاعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ، وَأَعِنْهُمْ بِالصَّبْرِ، وَالْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ.
واغفر اللهمّ للمؤمنين والمؤمنات المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات لا سيما لوالدينا وأرحامنا، اللهمّ آمنا في أوطاننا ولا تسلط علينا من لا يخافك فينا وعجّل لنا في فرج وليّك وانصره نصراً عزيزاً وافتح له فتحاً يسيراً.
اللهمّ إنّا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة ولينا وكثرة عدونا وقلة عددنا وشدة الفتن بنا وتظاهُر الزمان علينا، فصلّ على محمد وآل محمد وأعنا على ذلك بفتح منك تُعجّله ونصرٍ تُعزه وسلطانِ حقٍ تظهره ورحمةٍ منك تجلّلناها وعافيةٍ منك تُلبِسُناها برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم وبارك للحجاج بحجّهم وتقبّل منهم وأعدهم إلى اهلهم سالمين غانمين يا رب العالمين”.
قال تعالى: (وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ *لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ). لقد أمر الله تعالى الناس من استطاع منهم ان يحج إلى البيت الحرام فقال (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).
كمظهرٍ من مظاهر التزام الأمة التوحيد والعبودية لله سبحانه والبراءة من الكفر والشرك ورجم للشيطان تعبيراً عن مواجهة قوى الشر ومظهر من مظاهر التعبير عن الوحدة، هذه الوحدة التي تتجلى في وحدة الأداء لمناسك الحج كجماعة مع وحدة في الزمان والمكان فكانت فريضة الحج في مضمونها الى جانب التعبّد لله تعالى تعبيراً واضحاً عن إرادة توحيدها بشكل عملي إظهاراً لعظمتها وتعاضدها وتكاتفها، وهذا الجانب هو أعظم المنافع التي تجنيها الامة، وتحدث الله تعالى عنها في قوله: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)
لقد وثَّقَ الله سبحانه في فريضة الحج بين الجانبين بين التوحيد والوحدة، فلا توحيد بلا وحدة ولا وحدة بلا توحيد فهما أمران متلازمان.
لقد أراد الله تعالى بهذا الدمج بين التوحيد والوحدة أن يُعطي الوحدة صفة العبادة بعد أن أكّد على كل منهما بشكل مستقل فقال: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)، (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ).
فكانت الدعوة إلى الاعتصام بحبل الله وعدم التفرّق كشرط للتمكّن من تحقيق الأهداف وعدم الفشل فيها، لكن أتى التأكيد عليها في الحجّ لإعطائها صفة العبادة، وهو نفس المعنى الذي تشير اليه الآية الاخرى وهي قوله تعالى (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).
فليسا هنا أي الوحدة والعبادة لله تعالى أمرين مستقلين بل الربط بينهما واضح، وان الامة كأمة لن تكون امة عابدة لله وخاضعة لسلطانه ومؤدية للمهمة التي وجدت من اجلها الا عبر وحدتها والا فهي تفقد صفتها كأمة ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
فلم يكن الهدف فقط ايمان الأفراد وإنما إيجاد الأمة المؤمنة، فلا بدّ من أن ينتسب الفرد إلى الأمة ولا يكتفى منه الاتيان بالواجبات كما عليه حال الأمة اليوم فيصلون أو يصومون أو يحجّون ولو معاً ولكن كمظهر دون أن تربطه هذه العبادات بالجماعة في همومها وشجونها وتحقيق أهدافها التي كانت من أجلها، بل ان الأمة لن تكون امة دون أن يجمعها هدف واحد أجمله الله تعالى تحت عنوان واحد هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو الهدف الذي تحّدث عنه في الآية المباركة عن فلسفة الحج إلى البيت الحرام حين قال: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ)، جعل الله الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس، به تقوم مصالحهم الدينية من الصلاة والحج والعمرة، ومصالحهم الدنيوية بالأمن في الحرم وجباية ثمرات كل شيء إليه، وجعل الأشهر الحرم وهي: (ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب) قيامًا لهم بأمنهم فيها من قتال غيرهم لهم، والهدي والقلائد الْمُشْعَرَة بأنها مسوقة إلى الحرم قيامًا لهم بأمن أصحابها من التعرض لهم بأذى، (ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، فإن تشريعه لذلك – لجلب المصالح لكم ودفع المضار عنكم قبل حصولها – دليل على علمه بما يصلح للعباد.
فالغاية التي يريدها الله من تشريع الحج كعبادة سنوية يتوالون على ممارستها هي ترسيخ وحدة الامة في اذهانهم وتوثيق الصلة فيما بينهم على تعدد انتماءاتهم وتباعد بلدانهم واجناسهم وألوانهم ولغاتهم وعاداتهم وما زالت هذه العبادة تؤدي هذا الدور على الرغم من المحاولات الحثيثة التي تبذل من أجل تشويهها واعطائها البعد الطقوسي وتفريغها من هذا المحتوى العميق كما هو الحال في الجهد الثقافي التجهيلي لتشويه البعد المعنوي لسائر العبادات وأن تتحوّل إلى طقوس وعادات ومظاهر فارغة من أبعادها التربوية والثقافية والاجتماعية والسياسية التي لم تنشأ عبثاً وإنما لما تمثله من أسسٍ متينةٍ للبناء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والتربوي والثقافي بهدف تفكيك عوامل وحدة الامة الحضارية والرسالية وقوتها في مواجهة قوى الضلال والفساد والانحراف، ولذلك كان التركيز من أعدائها على تشويه الرسالة التي تشكل مضمونها وتُبرّر وجودها والعمل على اللعب بالمفاهيم والتشويه الثقافي فشوَّه مفهوم الجهاد واعطي معنى ارهابياً فوُصِمَت الحركات المقاومة بالارهاب والحركات الارهابية بالجهادية ونشر الفساد وأُعطيّ صفة الحرية، بينما أُعطيَ الالتزام بالقيم الاخلاقية والمعنوية صفة التخلّف واثارة عوامل الفرقة باثارة العصبيات القومية والمذهبية والطائفية والتركيز على عوامل التفرقة ودعم حركات التطرف والتكفير لتمزيق كيان الامة لتكون الأمة الفاشلة التي لا تستطيع أن تقف أمام اعدائها والطامعين بها”.
وتابع: “قد أدّت بعض الانظمة الحاكمة في العالمين العربي والإسلامي دوراً قذراً في هذا المجال وسَهَّلت للغرب القيام بهذه المهمة عبر الخضوع للبرامج التربوية والاعلامية التي فرضتها الدوائر الغربية التي عملت بخبث عبر مراكز البحث والدراسات المتخصصة والمختلفة للتفتيش عن مواطن القوة لدى المسلمين وعن الطرق التي يمكن عبرها ضرب هذه النقاط وتحويلها إلى نقاط ضعف تُسهّل لها المهمة بأقل الاكلاف لكنها وعلى الرغم من السعي الدؤوب والتقدم خطوات كبيرة نحو تحقيق هذا الهدف لم تستطع بلوغه لسببين:
الأول: إلهي: عبر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).
ثانياً: قوة وهيمنة، هذه القيم الذي ورد التعبير عنه بالنور في هذه الآية وفي آية النور وهي قوله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
فالأمر الالهي الحتمي حماية القيم المعنوية وهي مضمون رسالات الانبياء التي تُمثّلها رسالة الاسلام بأعلى مراتبها وبأفضل الوسائل والطرق، وهي وإن بانَ لبعض الوقت انها تراجعت لمصلحة الانحراف والفساد، ولكن هذا لغاية الامتحان والاختبار للأشخاص وللأمة التي قد تتراجع في مرحلة من المراحل ولكن النتيجة انه انتصار مؤقت سرعان ما يتبدد ويزول، والمثل العملي لها متكرر دائما في الحياة وخصوصاً في حياة أمتنا ولا يمكن تعدادها ولكن سأتحدث عن المرحلة التي نعيشها اليوم في مواجهة الطغيان الغربي وخصوصاً مرحلة الاستسلام العربي التي تمظهرت بما سُمِيَ باتفاقيات السلام العربي الاسرائيلي التي تَوَجَت مرحلةً من الصراع الثقافي والفكري والعسكري.
لقد بدا للكثيرين أن الامر انتهى وأن الغرب سَجَّل انتصاره العسكري والحضاري الأخير على العرب والمسلمين، وبالتالي على العرب والمسلمين ان يتعاطوا مع هذا الهزيمة كأمر واقع لكن ما الذي حصل؟ إنّ الامةَ لم تستسلم ولم تتعامل معه كأمر واقع ولم تُقرّ بالهزيمة، الامر الذي وَلَّد مقاومة لما حصل أساسها فكري ثقافي إيماني استطاعت خلال فترة قصيرة نسبياً أن تصارع وتقاوم حالة اليأس التي نشأت بفعل التراجع العربي الإسلامي المتأثر بما حاول الغرب تثبيته في اذهان أبناء الأمة لقد كانت المقاومة أساساً فكرية تتبنى المفاهيم الايمانية، ثم انعكست واقعاً وسلوكاً بالمقاومة الفعلية والعسكرية ونجحت في كسر التابو الذي حاول الغرب وأتباعه من المتغربين أن يجروا الامة الى التعاطي معه كذلك وفي مرحلة اخرى من مراحل الصراع تطورت هذه المقاومة، واستطاعت ان تعيد للامة الثقة بنفسها، وفي المرحلة الثالثة وهي التي نعيشها اليوم أن تستطيع مهاجمة الجيش الاسرائيلي وتَشُنّ عليه حرباً في داخل الكيان، فتحوّلت من مقاومة تواجه إسرائيل على أرضها وتدافع عن نفسها إلى حالة الهجوم وتضع إسرائيل في حالة صراع على الوجود”.
وقال: “وضع طوفان الاقصى بمساندة قوى المقاومة الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة من الصراع الذي يراه بحق انه صراع على وجوده أليس هذا الواقع انتصاراً للقيم وان كان الثمن غاليا لكن تصوروا العكس وأن المقاومة لم تقم فما هي الصورة التي سنكون عليها؟. لقد كانت الحرب في الأساس التي خيضت على أمتنا وانتصر الكيان الاسرائيلي بها هي حرب نفسية وثقافية، حرب كسر الإرادة، حرب ضرب المعنويات ولم تكن على الإطلاق حرباً حقيقية، والا فلم يكن للجيش الاسرائيلي بكل ما يمتلك ومع كل من يقف وراءه أن يُسجّل انتصاراً واحداً في هذه المعركة، وهو الآن ما زال يعتمد هذه الوسيلة ويساعده فيها ويُروّجُ له البعض ممن فقدوا الرؤية وافتقدوا البصيرة ويحسبون انهم على شيء وهم ليسوا على شيء. بعض هؤلاء يمارسون اليوم سياسة عبدالله بن أبي سلول الذي عناه الله تعالى بقوله في سورة المنافقين: (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ).
ولم يستطيعوا أن يفقهوا الشخصية المؤمنة التي يصفها الله تعالى بقوله (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ). اليوم يتهدّدنا الجيش الاسرائيلي انه سينهي حربه على رفح ليشنّ حرباً على لبنان، لكن أولاً ليخرج سالماً من رفح فقد أثخنته المقاومة في قطاع غزة بالجراح.
ثانياً: ماذا كان يفعل على الجبهة اللبنانية حتى الآن؟!!!
ثالثاً: أنت من تهدد؟؟ تهدد فرسان المصر ورجالاً أعاروا جماجمهم لله الذين لا يخافون الموت ويطلبون من الله الشهادة وقد تعلموا من الامام الحسين سيد الشهداء المواقف (أبالقتل تهددني يا بن الطلقاء إن الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة). انه لمن المؤسف أن تتطابق بعض المواقف الداخلية مع الموقف الاسرائيلي في مواجهة المقاومة التي لولاها لما بقي للبنان من وجود. إنّ لبنان لن يكون الا بلد التعايش والاخوة ولن نترك لاسرائيل فرصة لتقسيمه أو تقزيمه فنحن لم نُقدّم دماء شهدائنا على مذبح أصحاب الاهواء والغرائز. أما كيف يكون عيد مع ما يعيشه أهلنا في غزة وجنوب لبنان؟ فإننا نكبر بهم وبشهدائهم وبتضحياتهم فهم لم يقدموا ذلك عبثاً ولم تذهب تضحياتهم هباءً وإنما أنتج عزاً وفخراً، فمن لديه أمثالكم نال عزاً وفخراً، إنّ عيد أمتنا أن يكون لنا مثل هؤلاء العظماء”.
واردف: “نحن اليوم في عيد الأضحى نتقدّم من أهلنا اهل الشهداء في فلسطين ولبنان والعراق واليمن على طريق القدس بالافتخار وبالاعتزاز بمواقفهم وبتضحياتهم وبتضحيات أبنائهم الغالية، نفتخر بكرمكم فأنتم أجود من أعطى، أنتم من قدّمتم أغلى الأضاحي، أنتم من أحرمتم وسعيتم وطفتم ورجمتم الشياطين حقاً، أنتم من حججتم إلى الله، فنعم الإحرام إحرامكم والطواف طوافكم والسعي سعيكم والرمي رميكم ونعم الاضحية أضحيتكم، تقبل الله منكم بأفضل القبول، فحجاً مقبولاً وسعياً مشكوراً، وتحيةً لكم وعيداً مباركاً لأهل القرى الجنوبية الصامدة وأهلِها النازحين، يعاد عليكم بالعودة منتصرين مرفوعي الرأس كما في كل انتصار كما في الخامس والعشرين من أيار عدتم بالعزة والكرامة وما هُدّم عُمِّر ويُعَمَّرُ من جديد بإذن الله، واذا كان الجيش الا سرائيلي هَدَمَ اليوم داراً فقد هدمتم له فوق الدار دار وجلبتم له الخزي والعار. وتذكروا قول سيدكم علي بن أبي طالب: “الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين”.
هذا، وزار الخطيب ضريحي الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين ،والامام الشيخ عبد الامير قبلان، وروضتي الشهداء والشهيدين لتلاوة سورة الفاتحة عن ارواحهم.