جاء في “الأنباء الالكترونية”:
انطلاقاً من حرصه على لبنان وإعادة انتظام عمل المؤسسات، يستأنف الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط الحركة السياسية على الكتل النيابية، فيشهد اليوم لقاءين مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، ويتبعها خلال الأيام المقبلة محطات على غالبية القوى، في وقت كان التقى الوزير السابق غازي العريضي قيادة حزب الله في سياق الحركة نفسها.
هذه الجولة للتقدمي تأتي للتباحث في كيفية إخراج رئاسة الجمهورية من عنق الزجاجة العالقة فيه منذ سنة وتسعة أشهر، ومحاولة كسر الجمود القائم وإقناع الفرقاء بأي شكل مقبول من الحوار أو التشاور.
وفي غضون ذلك تشهد دولة قطر زيارات لوفود نيابية لبنانية تصب في هذا الإطار، من بينها المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل ووفد نيابي آخر من تكتل الجمهورية القوية.
مصادر سياسية ربطت لجريدة “الأنباء” الالكترونية بين الحراك الذي يقوم به الحزب التقدمي الاشتراكي والتطورات الأمنية الخطيرة في كل الجبهات بدءاً، من رفح التي يرتكب فيها العدو الاسرائيلي مجازر وحشية مستهدفاً مخيم النصيرات، حيث تشير المعلومات الواردة من هناك إلى ان معظم الشهداء غالبيتهم من الأطفال وصولاً الى جنوب لبنان بعد أن دخل العدوان الإسرائيلي مرحلة هي الأخطر منذ بدءه، فقد كان القصف بين الطرفين في مراحله الأولى لا يتجاوز بضعة كيلومترات، أما في مراحله اللاحقة وصل إلى مناطق شمال الليطاني، وراهناً تشهد الجبهة الجنوبية المعارك الاعنف منذ بدء الحرب.
وفي هذا السياق، وصفت المصادر زيارة وزير الخارجية الإيراني بالوكالة محمد باقري كني الى بيروت بأنها استكمالا لزيارات الوزير الراحل حسين امير عبد اللهيان، ولها هدفان، الأول إطلالة إعلامية وسياسية له من لبنان وسورية للتأكيد أن لا شيء تغيّر في مسار السياسة الخارجية لطهران، والثاني للقول لاستكمال صيغة العمل الحاصل بين أطراف الفريق السياسي الذي تقوده إيران في المنطقة.
بالتزامن، علّق النائب بلال الحشيمي في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية على مبادرة الاشتراكي، آملاً كسر الجمود الحاصل تمهيداً لانتخاب رئيس جمهورية، مع اقتناعه بأن مفتاح الحل خارجي وهو بيد إيران، “والسؤال هل تريد إيران فعلاً انتخاب رئيس جمهورية؟”، معرباً عن شكوكه في النوايا الإيرانية، وأن زيارة وزير الخارجية الايراني الى بيروت “تأتي للتأكيد ان لبنان تحت السيطرة الإيرانية وأن استقرار لبنان والمنطقة بيد إيران”، ورأى أنه “لن يتغير شيء لا اليوم ولا بعد شهرين لأن الأنظار ستتركز على الانتخابات الأميركية وليس اللبنانية”.
من المؤكد إذا أن الاستعصاء بلغ حدوداً متقدمة، و”الاشتراكي” يعرف واقع الأمور ودقة المرحلة، لكنه يحاول علّه يحرّك المياه الراكدة، وعله يستثير حس المسؤولية لدى الجميع.