كتبت جويل رياشي في “الانباء الكويتية”:
تشهد الساحة اللبنانية نشاطا لافتا لسياسيين حاليين وسابقين، يتحركون داخل البلاد وخارج حدودها وصولا إلى العاصمة الأميركية واشنطن.
يبدو واضحا ان هناك طبقة سياسية جديدة لم تفرزها احتجاجات 2019 غير المسبوقة في تاريخ البلاد، والتي أطلق عليها البعض اسم «ثورة الأرز».
صحيح ان قادة وناشطين في الاحتجاجات دخلوا مبنى البرلمان في ساحة النجمة بعد دورة اقتراع 2022 الخاصة بالانتخابات النيابية. الا ان الصحيح أيضا، ان طبقة جديدة باتت في الواجهة من سياسيين حاليين وسابقين وناشطين، يتمتعون بمواصفات القدرة والكفاية على احداث فارق في المشهد الداخلي اللبناني.
لا يعني هذا الكلام نهاية دور الاحزاب السياسية، والتي استعادت حضورها بفعالية في الفترة الاخيرة، انطلاقا من أمور عدة، في طليعتها انها الأكثر تنظيما وفاعلية في التحرك على الارض.
الا انه لابد من التوقف عند طرح دوائر غربية وعربية إلى جهات محلية، أسماء مجموعة من الشخصيات اللبنانية وترشيحها لرئاستي الجمهورية والحكومة وللتوزير، ضمن ما اتفق الجميع على تسميته بـ«الخيار الثالث».
عواصم عالمية وعربية استقبلت هذه الشخصيات بناء على دعوات رسمية، او أخرى التقتها بالمواربة من طريق الاستضافة في مؤتمرات.
سياسيون جدد شغلوا مواقع عدة، بينها في المؤسسات الأمنية النظامية سابقا، وفي الأسلاك الديبلوماسية والقضائية والحقوقية، إلى الاضطلاع بدور فاعل في نقابات مهنية كبرى وغيرها، وصولا إلى القطاع الاقتصادي بكافة اختصاصاته.
أسماء يتداول بها لموقعي رئاستي الجمهورية والحكومة في العهد الجديد المنتظر، والبعض حسمت مسألة تولي البعض وزارة، بالحد الأدنى، في العهد الجديد.
الملاحظ أيضا ان التوزيع المناطقي يراعي هذه الطبقة، وهي عادة لبنانية قديمة، رافقت البيوتات السياسية والأحزاب وقادة الرأي.
لرئاسة الجمهورية مرشحيها من الجنوب مرورا بالبقاع الغربي وصولا إلى الشمال، مرورا بجبيل لبنان، وتحديدا قضاءي كسروان وجبيل.
والشيء عينه بالنسبة لرئاسة الحكومة، مع ثلاثة ترشيحات جدية من طرابلس، في طليعتها شاغل السرايا حاليا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الداخلية القاضي بسام مولوي. ومن الأسماء المدرجة في الترشيح لرئاسة الحكومة، الرئيس تمام سلام الذي شغل السرايا في نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان، واستمر في فترة الشغور الرئاسي إلى حين بداية عهد الرئيس ميشال عون.
مرشحون لـ«الرئاسة الثالثة» أيضا من بيروت وإقليم الخروب والجنوب وصولا إلى البقاع الغربي. والشيء عينه بالنسبة إلى توزيع الحقائب الوزارية وغيرها من مناصب حساسة في البلاد.
ناشطون على علاقة وثيقة بعواصم القرار وتلك المؤثرة في المشهد السياسي اللبناني. وبينهم الكثير من أصحاب الكفاية والقدرة.
من قال ان الطبقة السياسية في لبنان لا تتجدد، وإن كان أهل السياسة يؤثرون الاستمرارية من داخل البيت الواحد؟