كتب يوسف فارس في “المركزية”:
تولي فرنسا اهتماما متزايدا غير مسبوق للفصل بين جبهة الجنوب وما يجري في غزة على طريق ما يسمى حل عقدة انتخاب رئيس الجمهورية في مهلة لا تتعدى حزيران لانها غير مطمئنة لنوايا اسرائيل العدوانية التي تهدد لبنان بصيف حار وتخطط لجعل جنوب الليطاني ارضا محروقة . لذلك، فان الجهود الفرنسية تتركز على انهاء الشغور الرئاسي بأي ثمن، لان استمراره يضعف لبنان ويزيد من الانقسام بين القوى السياسية وهو ما دفع الرئيس ايمانويل ماكرون الى الطلب من مستشاره جان ايف لودريان التوجه الى لبنان للتباحث مع سفراء اللجنة الخماسية بشأن اللقاءات التي عقدوها مع القوى السياسية والكتل النيابية، وما اذا كانت حققت جديدا يمكن البناء عليه لانتخاب الرئيس العتيد، علما ان لودريان في زيارته للبنان حاول استطلاع المواقف والاراء من سبيل إنهاء الشغور الرئاسي وعدم انتظار وقف النار في غزة وعودة الموفد الاميركي اموس هوكشتاين التي قد تطول كثيرا . وتاليا فان القوى السياسية كانت امام خيارين لا ثالث لهما، إما القبول بالحوار والتسوية لانتخاب رئيس للجمهورية واعادة بناء المؤسسات قبل فوات الاوان او الاستمرار بالمواقف المتصلبة ورفع المتاريس السياسية والمزيد من التعطيل والانهيار .
عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب احمد رستم يقول لـ “المركزية” ان لقاء الكتلة مع لودريان كان لوضعه في الاجواء وهو اكد بدوره على بيان الخماسية الداعم لمبادرتنا وشجعنا على المضي في تدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر سيما وان طروحاتنا حازت بمجملها على تأييد غالبية القوى المعنية بالاستحقاق باستثناء نقطتين شكليتين الاولى من يدعو الى اللقاء التشاوري والثانية من يترأسه . باعتراف الخماسية وتاليا لودريان لقد استطعنا تحقيق خرق في الملف الرئاسي الشاغر الواجب استكماله . لكن في ظل هذا الاستعصاء لدى البعض، الامور ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة في حال التخلي عن سياسة النكد ولي الاذرع ووقف الرهان على المحطات الخارجية بدءا من القمة الفرنسية – الاميركية المرتقبة مرورا بالتفاهمات الاميركية – الايرانية وصولا الى انتهاء الحرب على غزة والانتخابات الاميركية .
واذ وصف رستم طرح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بنزول القادة الموارنة الى المجلس النيابي للتنافس ديموقراطيا وانتخاب الاقوى بالجيد، لفت الى اهمية القبول بذلك اولا وتأمين الافرقاء للنصاب ثانيا معتبرا ان التوافق هو المنطلق ليس لانتخاب رئيس الجمهورية وحسب انما لوجود لبنان ونهوضه من سائر الازمات التي يتخبط فيها .