جاء في “اللواء”:
شرع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، فور وصوله عصر امس الى بيروت (كانت «اللواء» سبقت الى نشر خبر زيارة لودريان قبل أيام) بالبدء بمحادثات، تردّد ان الاوساط السياسية، لا تعوّل عليها، وترى انها تندرج خارج سياق الوقائع السياسية اللبنانية، ومع ذلك فالوسيط يتحرك ضمن مهمة محددة، ربطها البعض بتحضير ملف واضح، ووضعه بتصرف الرئيس ايمانويل ماكرون، الذي سيلتقي بالرئيس جو بايدن في قمة النورماندي، لمناقشة مسائل دولية وشرق اوسطية مشتركة، ومن بينها الوضع في لبنان.
وتأتي الزيارة على ضوء التباسات في الموقف من الوضع في غزة، فضلاً عن التباين الحاصل في موضوع النازحين السوريين، بعد مؤتمر بروكسيل وموقف لبنان، الذي اكد عليه مجلس الوزراء امس لجهة تبنّي التوصية النيابية بترحيل تدريجي وطوعي للنازحين السوريين واخضاع غير الشرعيين للقوانين اللبنانية.
والديبلوماسي المخضرم، لم يحمل معه الى بيروت الا كلمات، باحثاً عن اجابات لاسئلة يحملها حول الصعوبات التي تمنع تنفيذ خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الخماسية، على مستوى بيان السفراء الاخير.
وكشفت مصادر سياسية ان اللقاءات التي عقدها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مع عدد من القيادات السياسية والنواب، تناولت بشكل اساسي الاستفسار عن موقف هؤلاء من بيان الخماسية الاخير، واذا كان بالإمكان ان يساهم في تلاقي الاطراف السياسيين على قواسم مشتركة، تؤدي بالنهاية الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ونفت المصادر ان يكون لودريان قد حمل في جعبته اي مبادرة او طرح فرنسي جديد لحل ازمة الانتخابات الرئاسية، ولكنه حاول تكوين صورة واقعية عن مواقف جميع الاطراف من بيان الخماسية الاخير على حقيقتها، والاطلاع على رؤيتهم لكيفية الخروج من الازمة الحالية ، ضمن تصور شامل، سينقله إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ليعرضه بدوره مع الرئيس الاميركي جو بايدن والفريق الرئاسي المكلف بالملف اللبناني خلال لقائهما المرتقب على هامش الاحتفال السنوي الذي سيقام في منطقة النورماندي الفرنسية مطلع شهر حزيران المقبل.
ويمكن القول ان اليوم الثاني من لقاءات لودريان، سيكون الحاسم، فهو يلتقي الرئيس نبيه بري ثم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
وبعد ذلك، يزور معراب، ويلتقي رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، كما سيجمع غداء لودريان مع نواب من تكتل اللقاء النيابي المستقل (يضم نواب الاعتدال الوطني وكتلة لبنان الجديد).