كتب يوسف فارس في “المركزية”:
اتخذ تفاقم ملف النازحين السوريين الى لبنان بعداً متدحرجاً مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر بروكسل المخصص لبحث القضية في السابع والعشرين من الشهر الجاري. حتى ان الصدام الذي حصل بين السلطة اللبنانية والمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين عزي الى تصاعد التوتر بين الجانبين على وقع الارتفاع المطرد في حرارة المواقف السياسية الداخلية من ملف النازحين في الآونة الاخيرة. ولعلّه في هذا السياق ومع التخوّف اللبناني من الخطورة الآنية والمستقبلية للوجود السوري المتفلّت على الارض اللبنانية لم يكن ينقصه سوى أن تثبت الأرض تكرار حقيقة التسلّح بعد التسيّب الذي انفجرت تداعياته على اثر جرائم قتل ارتكبتها عصابات مسلحة من النازحين السوريين مع حادث توقيف شاحنة سورية كبيرة بعد اشتعال النيران فيها امام شركة كهرباء لبنان في منطقة البترون وكانت محملة بالسلاح ووضعت قوى من الجيش وقوى الامن الداخلي يدها عليها وتبين ان الشحنة حمولتها دخلت الى لبنان عن طريق التهريب عبر طرابلس.
النائب السابق العميد وهبي قاطيشا يقول لـ”المركزية”: “صحيح ان قيادة الجيش اوضحت العملية مبينة ان التاجر المستورد للاسلحة هو فلسطيني الجنسية ومقيم في مخيم المية ومية ولكن ذلك لا ينفي المسؤولية السورية باعتبار ان مالكي الشاحنات وسائقيها هم من السوريين الذين يعتبرون شركاء في الجرم ومسهلين لاستحواذ البيئة السورية الحاضن لبنان لها على تلك الاسلحة. وصحيح ايضا ان الاسلحة المضبوطة هي فردية كما قيل ولكن السؤال المطروح كم من شحنات الاسلحة المتوسطة والكبيرة تم ادخالها الى لبنان عبر مرفأ طرابلس بدليل ما ظهر على شاشات التلفزة من عراضات واستعراضات قامت بها العديد من الاحزاب اللبنانية وغير اللبنانية اضافة الى التنظيمات امثال البعث العربي والاخوان على انواعهم”.
واضاف ان سقوط الدولة سمح بكل هذا الفلتان المستشري على طول مساحة لبنان. الأمر الذي استغله النازحون السوريون لارتكاب الجرائم والمخالفات على انواعها باعتبار ان السوريين المتواجدين في لبنان هم من الفئات المجتمعية الدنيا في حين ان المقتدرين منهم اما هاجر الى اوروبا وودول اميركا الشمال وسواها واما هو مقيم في لبنان ويعمل فيه بطريقة شرعية. علما ان غالبية المرتكبين من النازحين السوريين هم غير شرعيين ومن الذين دخلوا الى لبنان عبر معابر التهريب والحدود الفلتانة.
وتخوّف وهبي من تنامي ظاهرة الأمن الذاتي التي بدأت تأخذ طريقها الى التموضع والواقع المقبول عبر سهر الشباب لحماية احيائهم ومناطقهم او حتى من خلال الدعوة الى تسليح حراس البلدات وعطائهم صلاحيات اوسع لتوقيف المخلين والمعتدين.