ترأس الحلبي اجتماعا موسعا ضم نائبة ممثلة اليونيسف في لبنان إيتي هيغنز ومديرة مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت الدكتورة كوستانزا فارينا وفريق عملها وأيضا فريق أعمال اليونيسف، بحضور المدير العام للتربية ورئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء ومديرة مكتب الوزير رمزة جابر وفريق العمل في الوزارة والمركز التربوي.
وقال الحلبي: “نلتقي اليوم لعرض المراحل التي قطعها تنفيذ خطة الاستجابة لحالات الطوارئ التي وضعتها وزارة التربية والتعليم العالي، فور تطور الأوضاع الأمنية والعسكرية في المنطقة الحدودية الجنوبية، نتيجة للإعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المناطق الجنوبية، والتي أدت إلى إقفال المدارس وتهجير الأهالي والمعلمين ووقوع ضحايا من بينهم”.
ونوه في هذا الإطار، بـ”المساندة التي تلقتها الوزارة من صندوق ECW ” التعليم لا ينتظر” الذي مكّن الوزارة من تطوير خطة الإستجابة إلى برنامج تنفيذي قام بتمويله برنامج التعليم لا ينتظر وتنفذه اليونيسف، وقد كلفت مكتب اليونيسكو الإقليمي بتنفيذ الجزء المتعلق بتدريب المعلمين بالتعاون مع المركز التربوي للبحوث والإنماء” .
ولفت الى أنه “نتج عنه تأسيس مدارس ومهنيات للإستجابة للأزمة، وتم تدريب أفراد الهيئة التعليمية لتمكينهم من تقديم التعليم من بعد عبر وسائل التواصل المتاحة، والدخول إلى منصة مواردي التي أعدها المركز التربوي لمتابعة الدروس المتاحة للجميع” .
وقال: “لقد اتاح لنا التمويل الدولي المتوافر مع الإرادة الحاسمة لدى فريق العمل الإداري في الوزارة والمركز التربوي، عدم التوقف عن التعليم، وأن نستفيد أيضا من الهبات العينية التي قدمتها الوكالة الألمانية للتنمية الدولية GIZ بتوزيع أجهزة كمبيوتر لوحي إلى المتعلمين واجهزة كمبيوتر محمولة للمعلمين من اجل تطبيق التعليم من بعد، كوسيلة وحيدة متاحة في الظروف البالغة الصعوبة ، كما وفر برنامج الغذاء العالمي التغذية المدرسية للتلاميذ” .
وأضاف: “يسرنا أن نعبر عن ارتياحنا لموافقة مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة منذ أيام قليلة، على مرسوم إجراء الإمتحانات الرسمية وتفويض وزير التربية اتخاذ الإجراء المناسب حول شكل ومضمون الإمتحانات المخصصة لتلامذة المدارس الواقعة في المنطقة الحدودية والتي تم إقفالها وتهجر تلامذتها إلى مناطق أخرى او صمدوا في منازلهم ، يعايشون ويلات القصف المعادي يوميا. ونحن بتنا راهنا في مرحلة التحضير لهذه الإمتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة، وللشهادة المتوسطة التي سوف تتم في المدارس مع أسئلة موحدة تضعها الوزارة لهذه الغاية” .
وتابع: “إنني لا أكشف سرا إذا قلت ان تلامذة المنطقة الحدودية الجنوبية خصوصا في الجنوب والنبطية سوف يكون لهم تدبير خاص لجهة إجراء الإمتحانات الرسمية، بعد دراسة يقوم بها المركز التربوي للبحوث والإنماء ومسح ميداني ورصد لمدى التحصيل التعلّمي الذي تحقق في المناطق المهجرة، او لدى التلامذة الصامدين في منازلهم مع أهاليهم” .
وختم الحلبي: “إن استمرار العمليات العسكرية وتطورها إلى مناطق أبعد ، يضعنا امام سيناريوهات تفصيلية ضمن خطة الإستجابة ، أبرزها تمدد مساحة الخطر على المقيمين والنازحين من بيوتهم ، والحاجة إلى تمويل إضافي لتأمين نفقات مستجدة أو لمدة أطول ، لأن الرهان هو على استمرارية التعليم وجودته وعدم السماح بخسارة التحصيل التعلمي أو العام الدراسي مهما بلغ حجم التطورات ، إلا إذا دخلنا لا سمح الله مرحلة الحرب الشاملة .”