كتب يوسف فارس في “المركزية”:
تمضي البلاد محكومة بفترة من الجمود السياسي التي فرضتها الاعياد، اذ من المستبعد تسجيل اي نشاط ملحوظ على المستويين الداخلي والخارجي في الملف الرئاسي قبل انقضاء عيد الفطر حيث من المرتقب بعده اعادة تعويم مبادرة تكتل الاعتدال الوطني الرامية الى تدوير زوايا الخلافات حول الملف الرئاسي والدفع باتجاه ملء الشغور وانتخاب رئيس جديد للجمهورية خصوصا وان هذه المبادرة تتكامل بطريقة مضمونة اكثر مع حراك اللجنة الخماسية التي تعتبر بدورها ان ما تطرحه المعارضة بشأن المرشح الرئاسي الثالث ليس قادرا وحده على اجراء اي تبديل في الملف الرئاسي المحكوم على ما تبين بعدة عوامل. اولها وليس اخرها موضوع الحوار الذي لن يتخلى عنه رئيس المجلس النيابي نبيه بري وفريق الممانعة المتمسك بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والرافض رفضا مطلقا التخلي عنه والذهاب الى ملاقاة المعارضة حول الخيار الثالث، علما ان مقاطعة المردة لاجتماع بكركي والوثيقة التي قد تصدر عنه تدفع الى التشدد في دعم ترشيح فرنجية اكثر من السابق.
النائب اديب عبد المسيح يؤكد لـ”المركزية” اننا سنشهد بعد الاعياد حراكا سياسيا مكثفا خصوصا لدول الخماسية يكون واعدا اكثر من السابق من اجل ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية. نشاط الخماسية المتوقع، لن يقتصر على سفرائها في لبنان وحسب، انما ستكون هناك زيارة لوزراء خارجيتها وموفديها الى بيروت الذين سيمارسون ضغطا اكبر على الثنائي الشيعي لدفعه اما باتجاه القبول باجراء الاستحقاق الرئاسي سواء عبر التنازل عن مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والذهاب الى الخيار الثالث، واما في حال الرفض فتح ابواب المجلس امام جلسات مفتوحة لكافة المرشحين سواء انتموا الى محور ما او الى اي جهة اخرى لفوز احدهم. انطلاقا من ان البلاد لم تعد تحتمل المزيد من التدهور والخراب في ظل الانهيار الكلي للمؤسسات الرسمية والغياب التام للدولة عن المسرحين الاقليمي والدولي ومستجداتهما. علما ان لبنان معني بهما مباشرة من خلال جبهة الجنوب التي جرت على اهلها وقراها القتل والدمار، في حين لم تخدم غزة في شيء باعتراف الفلسطينيين انفسهم الذين باتوا يتخوفون اكثر من اتخاذ اسرائيل ما يقوم به محور الممانعة ذرائع لاجتياح رفح خصوصا في حال اقدام ايران على الرد على استهداف قنصليتها في سوريا.