كتب عوني الكعكي:
صرّح المتحدّث الرسمي باسم الحرس الثوري الايراني رمضان شريف خلال مؤتمر صحافي في طهران منذ يومين أنّ عملية «طوفان الأقصى» كانت إحدى عمليات انتقام محور المقاومة لاغتيال الشهيد القائد قاسم سليماني… بينما سارعت حركة حماس الى نفي ضلوع إيران في هجوم السابع من تشرين الاول الفائت.
وفي تباين نادر، نفت «حماس» في بيان صحة ما ورد على لسان المتحدث الرسمي باسم حرس الثورة الاسلامية العميد رمضان شريف في ما يخص عملية «طوفان الأقصى» ودوافعها وقال: «أكدنا مراراً دوافع عملية طوفان الأقصى وأسبابها، وفي مقدمها الأخطار التي تهدّد المسجد الأقصى»، مشددة على «ان كل أعمال المقاومة الفلسطينية تأتي رداً على وجود الاحتلال وعدوانه المتواصل على شعبنا ومقدساتنا».
الجدير ذكره ان المئات في مدينتي النجف وكربلاء شيّعوا جثمان المسؤول في الحرس الثوري رضى موسوي الذي قتل نهار الاثنين في غارة إسرائيلية على دمشق.
ونقل عن وكالة «ارنا» الرسمية الايرانية ان جثمان موسوي سينقل الى مدينة مشهد ومنها الى طهران…
وفي خطابه في 3 تشرين الثاني 2023 أكد السيّد حسن نصرالله أمين عام «حزب الله»: «ان قرار عملية «طوفان الأقصى» كان فلسطينياً مائة في المائة، وتنفيذ العملية كان فلسطينياً مائة في المائة أيضاً. وقد أخفاها أصحابها عن الجميع، وسرّّيتها المطلقة ضمنت نجاح العملية الباهر من خلال عامل المفاجأة المبهرة».
هذا ما قاله أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حرفياً وجوهره ان عملية «طوفان الأقصى» كانت فلسطينية التكتيك والتوقيت والتنفيذ، ولم يكن أحد يعلم بها أبداً… وهذا ما أطلق عليه السيد «سبب نجاحها الباهر».
ويتابع السيد حسن قائلاً: «إنّ حرب غزّة وانطلاق عملية «طوفان الأقصى» امتدّت الى أكثر من ساحة، مشيراً الى ان معركة «طوفان الأقصى» كاملة الشرعية إنسانياً وأخلاقياً».
وأوضح أن «أصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة، وأهل المقاومة ومجاهدو المقاومة»… وقال: «إنّ إسرائيل لن تستطيع تجاوز تداعيات هجوم «طوفان الأقصى».
وعدّد نصرالله الأسباب التي أدّت الى حصول «طوفان الأقصى»، وقال: «معروف للعالم معاناة الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً. لكن أوضاع السنوات الأخيرة، كانت قاسية جداً، خصوصاً مع هذه الحكومة (حكومة بنيامين نتانياهو) الحمقاء والغبية والمتوحشة».
كما تحدّث عن أربعة ملفات ضاغطة، تطلبت القيام بالعملية:
الملف الأول: هو ملف الأسرى.
الملف الثاني: هو ملف القدس وما تعرّض له المسجد الأقصى في الأشهر الأخيرة.
الملف الثالث: هو الحصار على غزّة قرابة العشرين عاماً.
الملف الرابع: هو المخاطر الجديدة التي بدأت تتهدّد الضفّة الغربية مع مشاريع الاستيطان الجديدة، إضافة الى الاعتقال والقتل اليومي وتهديم البيوت، في وقت ليس هناك في العالم من يسأل، بل كانت قضيّة فلسطين منسيّة وهي في آخر اهتمامات العالم.
في المقابل -وكما ذكرت في المقدّمة- أتحفنا المتحدث باسم حرس الثورة الاسلامية العميد رمضان شريف برأي مناقض لما قاله السيد حسن… فقد أشار المسؤول الايراني الذي كان يتحدث يوم الأربعاء الفائت الى الصحافيين، الى استشهاد سيد رضى موسوي على يد الكيان الصهيوني في سوريا، وبعدما قدّم تعازيه.. قال إنّ عملية «طوفان الأقصى» كانت واحدة من أعمال الثأر لاغتيال الجنرال قاسم سليماني.. وإنّ العملية حدثت كعمل من أعمال الثأر التي نفذها محور المقاومة انتقاماً لسليماني.
ووسط هذا التناقض بين شريف والسيد حسن، وبعد الضجة التي أثارها تصريح رمضان شريف، سارع قائد حرس الثورة في إيران اللواء حسين سلامي الى التأكيد «إنّ طوفان الأقصى عملية مستقلة ولا تأثير لأي قوة خارجية بها. فالفلسطينيون هم الذين خططوا وحدهم للعملية، فهي عملية فلسطينية بحتة، وهي عملية مستقلة ولا تأثير لأي قوة خارجية عليها، وهي بعيدة عن انتقام إيران لدماء قاسم سليماني، والذي ما زال قائماً ضمن خيارات كثيرة.
أمام هذا التناقض الواضح والفاضح، يقف المراقب محتاراً ومتسائلاً: مَن نصدّق: السيّد حسن أو الحرس الثوري من خلال رمضان شريف؟