أدى اجتياح الجراد الصحراوي لعدة مناطق في ليبيا، إلى إتلاف المحاصيل الزراعية وتضرّر الغطاء النباتي، فقد هاجمت أسراب الجراد عدة بلدات جنوب البلاد، خاصة سبها وتراغن وتازربو وبراك الشاطئ، إلى جانب مدينتي ترهونة وبني وليد.
في حين أطلق المزارعون نداء استغاثة لإنقاذ محاصيلهم الزراعية ومصادر رزقهم، مع استمرار تزايد أعداد الجراد، في ظل أسوأ غزو تشهده البلاد منذ سنوات ووسط مخاوف من عجز الدولة عن القضاء على هذه الحشرة بسبب ضعف الإمكانيات.
ووثّق ليبيون مجموعة من الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مجموعات هائلة من الجراد وهي تجتاح وتغطّي مساحات كبيرة من النخيل وتتغذى من النباتات الخضراء.
بدوره، أعلن رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي صلاح امبارك في بيان، أن نحو مليوني شجرة نخيل مصابة بوباء الجراد.
وتحدّث عن تفاقم الوضع وازدياد المساحة المصابة، في ظل نقص الإمكانات المخصصة لمكافحة هذا الوباء، مثل آلات وسيارات ومبيدات الرش للتصدي لهذا الوباء، مناشدا الحكومتين في الشرق والغرب بسرعة التدخل.
ورغم أن الحل المثالي لوقف زحف الجراد نحو الأراضي الزراعية هو رش المبيدات باستخدام الطائرات المخصصة لذلك، فإن غياب هذه التقنية في ليبيا سيعقد مهمة القضاء عليه، وسيزيد من المناطق المتضرّرة على الأرجح.
في هذا الجانب، انتقد الناشط بالمجتمع المدني بمنطقة تراغن، بطء التحركات والتدخلات الحكومية لمكافحة الجراد الذي استوطن منطقتهم منذ نحو أسبوعين، مضيفا أن الوضع خرج عن السيطرة وأصبح كارثيا مع تكاثر أعداد الجراد بسرعة.
وقال في تصريح لـ”العربية”، إن مكافحة هذا الوباء تحتاج لطيران زراعي ورشّ مكثّف للمبيدات، لافتا إلى أن الإمكانيات المتوفرة حاليا ضعيفة مقارنة بالمساحات الكبيرة المتضررة، مطالبا الجهات المسؤولة بسرعة التدخل لإنقاذ محاصيل النخيل والقضاء على الجراد قبل انتشاره في كافة مدن البلاد.
يشار إلى أن الجراد الصحراوي يعتبر أحد أكبر التهديدات التي تواجه الأمن الغذائي في العديد من الدول، بما في ذلك ليبيا، حيث إنه يتغذى على المحاصيل الزراعية، ويتسبب في أضرار واسعة بالإنتاج الزراعي. (العربية)