كشفت دراسة جديدة، أن نباتات مزدهرة، في حفر ضخمة مظلمة في الصين، تظهر معدلات نمو متسارعة مقارنة بغيرها، حيث تحظى بمستويات غذاء عالية في تضاريس منطقة “الكارست” في جنوب غرب الصين.
وتتميز هذه التضاريس بحفر عميقة تصل لـ 100 متر، تسمى “تيانكينغ”، وهي كلمة مشتقة من لغة الماندرين، وتعني “الحفر السماوية”، وهذه الحفر هي موطن غابات قديمة، تحوي نباتات فريدة، وظل العلماء في حيرة لزمن طويل حول كيفية ازدهارها في بيئة معزولة إلى حد كبير، وفق موقع “إنترستنغ إنجينيرينغ”.
وغالباً ما تشير الحفر إلى كارثة مقبلة، لكن بعضها، مثل تيانغينغ، يحافظ على الطبيعة، وهذه الحفر هي منخفضات طبيعية تتميز بالصخور القابلة للذوبان مثل الحجر الجيري والدولوميت والجبس.
وتحمي الحفر النباتات التي تزدهر في البيئات الرطبة والمظللة، مع وجود بعض الأنواع الحصرية في المنطقة، ووفقاً لتقرير صادر عن Live Science، فإن هذه الحفر موطن لنباتات الغار والقراص والسراخس، وعلاوة على ذلك، تستضيف نباتات الغابات الكارستية الحديثة، مثل البرقوق الخنزيري النيبالي وجرس المطر الصيني.
تكيف وحماية من البشر
والنباتات في الحفر، على عكس تلك الموجودة على السطح، لديها سهولة الوصول إلى النيتروجين والفوسفات والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم.
وهذه العناصر الغذائية الأساسية، التي غالباً ما تكون نادرة فوق الأرض، تغذي النمو السريع، مما يسمح للنباتات بالوصول إلى ضوء الشمس المحدود الذي يتسرب عبر الأعماق.
وأشارت الدراسة إلى أن “النباتات يمكن أن تتكيف مع البيئات المعاكسة من خلال تعديل محتواها من العناصر الغذائية”.
وذكرت الدراسة أن النباتات يمكن أن تتكيف مع البيئات المعاكسة من خلال تعديل محتواها من العناصر الغذائية بسبب المنحدرات الشاهقة والتضاريس شديدة الانحدار في تيانكينغ، فقد تعرضت لاضطرابات أقل بسبب الأنشطة البشرية.
ووفقاً للدراسة، فإن التضاريس التي يصعب الوصول إليها في تيانكينغ، حمت النباتات من الاضطراب البشري الكبير.
فحص نباتات الحفر
وقارن الباحثون 64 نوعاً من النباتات من داخل وخارج 30 حفرة في مقاطعة ليه بالصين، وكان تركيز الدراسة على تحليل مستويات الكربون والمغذيات لتحديد الاختلافات في استراتيجيات نمو النباتات.
ومن المحتمل أن تكون هذه النباتات قد طورت استراتيجية فريدة للبقاء على قيد الحياة في هذه الظروف ذات الإضاءة المنخفضة. (24)