تقوم الحكومة المصرية بقطع الكهرباء بانتظام منذ عام ولكن مع زيادة فترة الانقطاع في ظل موجات متتالية من الحر الشديد، ارتفعت وتيرة الانتقادات الموجهة للسلطات، خصوصا أن سياسة ترشيد استهلاك الطاقة أدت إلى تخفيف إنارة الطرق.
في هذا الإطار ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة زعم ناشروها أنها للطريق الدائري المحيط بالقاهرة غارقا في الظلام ومضاء بمصابيح السيارات فقط. إلا أن الصورة في الحقيقة ملتقطة في الاسكندرية عام 2012.
ويظهر في الصورة طريق سريع ليلا غارق في الظلام وتنير بعضا من أجزائه مصابيح السيارات.
وجاء في التعليق المرافق لها “الأحد 30 حزيران 2024، الطريق الدائري (طريق سريع يحيط بالقاهرة ويربط بين محافظاتها الكبرى)”.
وحظيت هذه الصورة بآلاف المشاركات من صفحات عدة في مواقع التواصل الاجتماعي مع ارتفاع وتيرة الانتقادات الموجهة للسلطات المصرية في ظل استفحال أزمة انقطاع الكهرباء.
ومنذ سنة تقوم الحكومة المصرية بقطع الكهرباء وكانت فترات الانقطاع في البداية تصل إلى ساعة واحدة وأحيانا أقل، وازدادت الفترة في ظل موجات متتالية من الحر الشديد.
وفي القاهرة حيث بلغت درجات الحرارة عموما ما بين 40 و45 درجة مئوية في الظل خلال الأسابيع الأخيرة، تنقطع الكهرباء في مواعيد غير منتظمة وغير معلنة سلفا.
وهذا الأسبوع، انقطع التيار في بعض أحياء القاهرة عند منتصف الليل إضافة إلى الانقطاع المعتاد نهارا ما أدى إلى تزايد التململ.
وفي إطار تنفيذ خطة الدولة لترشيد استهلاك الطاقة خفضت السلطات الإنارة على شبكة الطرق ومنها الطريق الدائري ما دفع ببعض المواطنين لرفع شكاوى من صعوبة القيادة وخطورتها.
صورة قديمة من الإسكندرية
إلا أن الصورة المتداولة لظلام يخيم على طريق سريع قديمة وملتقطة في الإسكندرية.
فقد أظهر التفتيش عنها عبر محركات البحث أنها منشورة خلال السنوات الماضية ونسبت إلى أكثر من دولة شهدت انقطاعات في التيار الكهربائي مثل لبنان وليبيا واليمن، وتعود أقدم نسخة منها إلى عام 2012.
وفي إحدى هذه النسخ المنشورة تبدو علامة باسم المصور إسلام عثمان.
ويرشد التعمّق بالبحث إلى النسخة الأصلية من الصورة منشورة في صفحة المصور على موقع فيسبوك في الأول من اب 2012.
إثر ذلك، أكد المصور، إسلام عثمان، أنه هو من التقط هذه الصورة.
وقال لصحفي في خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس “التقطت هذه الصورة عام 2012 في محافظة الإسكندرية وتحديدا في منطقة محمد نجيب على البحر حيث كنت أسكن آنذاك”.
وفي تلك الفترة شهدت مصر انقطاعا للكهرباء استمر لفترات طويلة وأدى إلى تعطيل شبكة مترو القاهرة.
وعزت السلطات انقطاع الكهرباء حينها إلى الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي يؤدي إلى استخدام كثيف لمكيفات الهواء يتجاوز قدرات محطات الكهرباء.
وشهدت آنذاك المناطق الأكثر تضررا احتجاجات شعبية على انقطاع الكهرباء. (الحرة)