رأى تقرير لصحيفة الغارديان أن سر السعادة في الحياة، ليس كما يعتقد الكثيرون بالبقاء مسترخيا دون القيام بأي شيء على الإطلاق. لكن السعادة هي أن تقوم بما تحب في الوقت الذي تحب ومع من تحب، وأن تخصص لنفسك أوقات استجمام واستراحة حتى ولو كانت قصيرة جدًا.
وعلى الرغم من أن القليل من الناس يملكون المال الكافي لأخذ إجازة طويلة، لمدة عام مثلاً، إلا أن إجازة ليوم واحد، في الوقت المناسب، قد تحقق لك الراحة والسعادة المطلوبة أكثر من عام من الجلوس مستريحًا بلا أي شيء تقوم به على الإطلاق، وفق كتاب جديد لـ”إيما غانون” بعنوان “عام من فعل لا شيء”.
وأضاف التقرير بأن كثيرون يخلطون بين الراحة والجلوس بهدوء. ولكن بالنظر إلى أن الكثير منا يقضون حياتهم العملية جالسين، محدقين في الشاشة، بالنسبة للبعض، فإن الشكل الأفضل من الراحة قد يشمل الاستماع إلى الموسيقى أو القيام ببعض أشكال الحركة.
وبالنسبة لبعض الأفراد، قد تتضمن الراحة البدء في مشروع إبداعي، ما يسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم بطريقة جديدة ومختلفة.
ومن الواضح أن أخذ جزء كبير جدًا من الوقت المستقطع، ربما لمدة عام، ليس أمرًا مجديًا من الناحية المالية بالنسبة لمعظمنا، لكن الخبر السار هو أنه ليس ضروريا.
وفي هذا السياق، تقول عالمة النفس سوزي ريدينغ: “المفتاح هو تخصيص بعض الوقت بعيدًا عن ضجيج الحياة لاستعادة بعض المساحة الذهنية. وإذا خصصنا وقتًا للابتعاد عن الروتين، فسيمنحنا هذا فرصة لإدراك ما لا يمكننا الانتظار للعودة إليه، ويمكن أن يساعدنا على تقدير الأشياء التي نستمتع بها فعلا”.
وتابع التقرير أن بعض الأفراد يؤمنون بأن أخذ بعض الوقت للاستراحة يؤدي إلى زيادة الإنتاجية لاحقًا أيضًا.
وتقول تامو توماس، مؤلفة كتاب “النساء اللاتي يعملن أكثر من اللازم”: “أننا كمجتمع، لا نقدر الراحة. وعلينا أن نفهم أن هذا هو ما يغذي كل شيء آخر في حياتنا”.
وأضافت توماس:”هناك مبدأ أمريكي في التدريب الرياضي ينص على أن باقي الاستعدادات والترتيبات لا تقل أهمية عن السباق نفسه؛ وهذا صحيح تمامًا”.
وخلُص التقرير إلى أن مجرد جلوسك في البيت لفترة قصيرة بعيدًا عن صخب الحياة وضغوط العمل والاستمتاع فقط بالهدوء، أو الخروج في نزهة قصيرة مع أطفالك أو أصدقائك، أو أن تقوم بأي نشاط ترفيهي بسيط؛ قد يحقق لك الراحة والسعادة التي تحتاجها.