يتساءل الكثير من الأزواج عن الطريقة الأنسب لتنظيم النسل مع ضمان الصحة الانجابية للأم، ويلجأ كثيرون الى حبوب منع الحمل التي يحصلون عليها أحياناً من خلال الصيدلية مباشرة ودون استشارة الطبيب، فيما يتساءل الكثيرون عما إذا كانت حبوب منع الحمل صحية وآمنة للمرأة أم لا، وما إذا كان للاعتماد عليها أعراض جانبية قد تضر بالمرأة.
وبينما يسود الاعتقاد لدى كثير من السيدات بأن حبوب منع الحمل لها الكثير من الأضرار والأعراض الجانبية والتأثيرات غير المحمودة، فقد ذهب تقرير مفاجئ نشره موقع “هيلث شوتس” الأميركي المتخصص بالأخبار الطبية الى أن حبوب منع الحمل لها العديد من الفوائد والإيجابيات، وذلك خلافاً للاعتقاد السائد.
وبحسب التقرير الذي اطلعت عليه “العربية.نت” فان “هذه الحبوب الصغيرة تعتبر طريقة رائعة لمنع الحمل غير المخطط له، وتنظيم الدورة الشهرية، وحتى التعامل مع بعض الحالات الصحية”.
وتُعرف حبوب منع الحمل بأنها أدوية تحتوي على هرمونات اصطناعية، تغير طريقة عمل الجسم وتمنع الحمل.
ونقل تقرير “هيلث شوتس” عن الدكتور فايشالي شارما، الخبير في طب الأسرة، قوله إن هذه الحبوب تساعد على تجنب الحمل عن طريق تثبيط الإباضة، وزيادة سماكة مخاط عنق الرحم لمنع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة، وترقق بطانة الرحم لمنع انغراس البويضة.
ويشير التقرير الى أن هناك نوعان من حبوب منع الحمل: الحبوب المركبة التي تحتوي على كل من هرمون الاستروجين والبروجستين، والحبوب الأخرى وهي عبارة عن حبوب صغيرة تحتوي على البروجستين فقط، ويُعتقد أنها فعالة بنسبة 99% في منع الحمل.
أما فوائد حبوب منع الحمل التي أوردها موقع “هيلث شوتس” فهي متعددة، حيث يشير التقرير أنها “يمكن أن تساعد في منع الحمل غير المرغوب فيه، إضافة الى تنظيم الدورة الشهرية لدى المرأة، وتقليل أكياس المبيض، والتخفيف من خطر الإصابة بسرطان الرحم، كما تساعد على التخلص من حب الشباب الهرموني، والتخفيف من أعراض الدورة الشهرية والتقليل من آلامها، وتعالج التهاب بطانة الرحم”.
لكن التقرير يشير الى أنه على الرغم من أن حبوب منع الحمل تعتبر آمنة وفعالة ولها العديد من الفوائد، إلا أن هناك بعض المخاطر والآثار الجانبية لهذه الحبوب التي يجب على المرأة معرفتها، وهي: الغثيان، والصداع، والنزيف غير المنتظم.
كما تشمل المضاعفات الأكثر خطورة لحبوب منع الحمل جلطات الدم، ومخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، إضافة الى زيادة العرضة لبعض أنواع السرطان. على أن هذه المضاعفات تكون أكثر شيوعاً عند السيدات اللواتي لديهن عوامل محددة مثل التدخين أو السمنة أو تاريخ الإصابة بجلطات الدم.
ويلفت التقرير الى عدد من الخرافات الشائعة حول حبوب منع الحمل، أولها أنها تسبب زيادة الوزن، والحقيقة أنه في حين أن بعض السيدات قد يعانين من تغيرات معينة في الوزن أثناء تناول حبوب منع الحمل، إلا أن ذلك ليس من الآثار الجانبية الشاملة، حيث هناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على زيادة الوزن، بما في ذلك عادات التمثيل الغذائي ونمط الحياة.
أما الخرافة الثانية الرائجة فهي أنها تزيد من خطر العقم. والحقيقة أن الاعتقاد السائد بأن استخدام حبوب منع الحمل يمكن أن يؤدي إلى تأخير الخصوبة أو التأثير سلباً عليها هو اعتقاد خاطئ تماماً، ولا يوجد أي دليل يشير إلى أن هذه الحبوب تؤدي إلى العقم، بحسب ما يؤكد تقرير “هيلث شوتس”.
ويخلص التقرير الى القول إن “حبوب منع الحمل هي وسيلة مريحة وفعالة لمنع الحمل والتعامل مع بعض الحالات الصحية، وعندما تكون مصحوبة بمخاطر وآثار جانبية، فإن فوائدها غالباً ما تفوق العيوب المحتملة. ومن خلال معرفة مخاطر وفوائد كيفية عمل حبوب منع الحمل، يمكن للأفراد التحكم في صحتهم الإنجابية واتخاذ الخيارات التي تتوافق مع احتياجاتهم ومراجعهم”. (العربية)