أشارت الأدلة الطبية إلى تصاعد موجة الولادات المبكرة في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، ويشكل هذا الارتفاع تهديداً متزايداً للصحة، حيث يواجه الأطفال الرضع والأمهات مجموعة أكبر من التحديات الصحية، ومع ذلك، لا يزال الغموض يحيط بالظاهرة.
وتقول تقارير هيئة “المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها” – سي دي سي- و”المركز الوطني لإحصاءات الصحة” أن معدل الولادات المبكرة – التي تقل عن 37 أسبوعاً من الحمل – ارتفع بنسبة 12% بين عامي 2014 و2022، من 7.74% إلى 8.67%.
والزيادة التي تم رصدها غير محصورة بفئة معينة من سكان الولايات المتحدة، بل منتشرة بغض النظر عن العمر أو العرق، على الرغم من أن الأمهات السود وذات الأصول اللاتينية كانت أكثر احتمالاً للولادة المبكرة من الأشخاص البيض، كما أن الأمهات الأكبر سناً عموماً أكثر احتمالاً للولادة المبكرة من الأمهات الأصغر سناً، وفق تقرير موقع “سي إن إن” الإلكتروني.
ونظر الباحثون من مركز “سي دي سي” إلى البيانات من شهادات الميلاد التي سجلت الولادات الفردية المسجلة في الولايات المتحدة من 2014 إلى 2022.
وعلى الرغم من عدم استطاعة الباحثين تحديد السبب الرئيسي لهذا الارتفاع، ومع ذلك، هناك بعض الظروف والعوامل التي يُعتقد أنها تزيد من خطر الولادة المبكرة.
التعرض للتلوث، الضغوط النفسية الاجتماعية مثل الضغط المزمن، القلق، غياب الدعم، عدم استقرار الإسكان وسوء التغذية، كلها عوامل قد تلعب دوراً في زيادة خطر الولادة المبكرة.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي السمنة إلى مشاكل صحية تزيد من خطر الولادات المبكرة. وفي الولايات المتحدة، أكثر من ربع النساء زائدات الوزن، وأكثر من 42.4% من البالغين يعانون من السمنة، وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة. والأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر احتمالاً للإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري وغيرها من الظروف، مثل مرض السماق الحملي، الذي يمكن أن يدفع إلى الولادة المبكرة.
وفي هذا السياق، قالت رئيسة اللجنة الإرشادية للممارسة السريرية-التوليد للكونغرس الأمريكي لأطباء النساء والتوليد، الدكتورة مانيشا غاندي، “الحمل ليس وقتاً مناسباً لبدء فقدان الوزن، التحكم في ضغط الدم أو العمل على السكري”، بل إن الحفاظ على الصحة الجيدة قبل الحمل يمكن أن يكون أساسياً لتجنب الولادة المبكرة.