يعاني غالبية الناس تقريبا من أعراض التهاب الأذن الوسطى، على الأقل مرة واحدة في حياتهم. ويمكن أن تكون لهذا المرض عواقب وخيمة عند تجاهله وعدم علاجه في الوقت المناسب.
وتشير الدكتورة أولغا أولانكينا أخصائية أمراض الأنف والأذن والحنجرة في مقابلة مع صحيفة “إزفيستيا”، إلى أن التهاب الأذن الوسطى يمكن أن يتطور إلى التهاب السحايا والتهاب العصب الوجهي وتمزق طبلة الأذن وخراج الدماغ وضعف السمع وحتى فقدان السمع.
ووفقا لها، التهاب الأذن الوسطى هو التهاب في أحد أجزاء الأذن، الذي غالبا ما تسببه الفيروسات والبكتيريا. يتطور المرض عادة كمضاعفات للأمراض المعدية (التهاب اللوزتين، الحصبة، التهاب الجهاز التنفسي، الإنفلونزا)، حيث تدخل مسببات المرض الأذن من البلعوم الأنفي وتسبب الالتهاب. وفي حالات نادرة، ينجم المرض عن إصابة، مثل تلف طبلة الأذن أثناء الغوص.
وتقول: “هناك اعتقاد خاطئ شائع بأن التهاب الأذن الوسطى يحدث بسبب البرد وعدم ارتداء قبعة في الشتاء. ولكن هذا غير صحيح تماما. لأن تعرض منطقة الأذن للبرد لا يسبب التهاب الأذن الوسطى بشكل مباشر. لكن المشي من دون قبعة في البرد يؤثر سلبا في الجهاز المناعي، ويصبح الجسم أكثر حساسية للفيروسات والبكتيريا – العوامل المسببة لالتهابات الجهاز التنفسي، ويمكن أن تؤدي إلى تطور التهاب الأذن الوسطى والتهابات أخرى مثل التهاب السحايا”.
وتقول: “يعالج التهاب الأذن الخارجية عادة دون استخدام مضادات الحيوية، أما علاج التهاب الأذن الوسطى والداخلية فيعتمد على شدة المرض والحالة العامة للمريض. فإذا كانت هناك علامات لتراكم القيح في تجويف الأذن، أو ارتفاع درجة حرارة المريض، أو وجود خطر حدوث مضاعفات، أو حدوث عملية التهابية عند طفل يقل عمره عن عامين، فلا يمكن تجنب العلاج بمضادات الحيوية. وقد يصف الطبيب أيضا مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتقليل الحمى والألم. وبعد دورة مضادات الحيوية، يمكن وصف العلاج الطبيعي، الذي يسرع تعافي المريض وتمنع تطور المرض إلى مزمن. وإذا كان مسار المرض خفيفا وسببه فيروسات، فلا يعالج بمضادات الحيوية”.
وتحذر الطبيبة من عواقب التهاب الأذن الوسطى الذي يمكن أن يسبب أضرارا صحية جسيمة. (روسيا اليوم)