حذرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “الإسكوا”، من أن لبنان يقف على حافة انهيار كارثي بسبب التصعيد الأخير.
كما أشارت المنظمة، في دراسة تمت بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في دراسة جديدة إلى أن اشتداد الصراع في مناطق الجنوب يدفع لبنان إلى أزمة إنسانية حادة ويجر القطاع الصحي “المنهك أساساً” إلى حافة الهاوية.
تتوقع الدراسة الجديدة والتي تحمل عنوان “الأثر المتعدّد الأبعاد للاعتداءات الإسرائيليّة على لبنان” أن ترتفع نسبة الفقراء إلى 94 بالمئة في محافظة النبطية و87 بالمئة في محافظة جنوب لبنان وهما المنطقتان اللتان عانتا من وطأة الدمار بعد أن تضرر أو دُمّر أكثر من 23 ألف منزل في أرجائهما.
في هذا السياق، قالت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي، إن “هذا النزاع دمّر ليس فقط البنى التحتية، بل أيضًا نسيج المجتمع ذاته. إن تدمير المنازل والمدارس والمرافق الصحية، إلى جانب النزوح الواسع النطاق، يؤدي إلى تآكل رأس المال البشري وشرخ التماسك الاجتماعي”.
أما في ما يتعلق بالقطاعات الاقتصادية فقد تسبب القصف المتواصل منذ نحو عام في تضرر قطاعات رئيسية بشدة ويتوقع التقرير أن تتجاوز خسائر قطاع السياحة نحو 3 مليارات دولار في المقابل تشير المنظمة إلى أن القنابل الفوسفورية الحارقة قد قضت على القطاع الزراعي محذرة من أن الاستهداف المنهجي للأصول الزراعية يهدد الأمن الغذائي وسبل العيش في المجتمعات الريفية مما يعقد أي جهود للتعافي.
ويعيش لبنان منذ سنوات تحت وطأة واحدة من أسوأ أزماته في التاريخ تمثلت في الارتفاع الكبير في مستويات الديون، وانهيار سعر الليرة والارتفاع الكبير في معدلات الفقر والتي وصلت في بعض مدن شمال لبنان إلى نحو 70 بالمئة فيما أشارت تقارير للبنك الدولي إلى أن الفقر في لبنان تضاعف ثلاث مرات خلال 10 سنوات. وخلال العام 2023 سجل الاقتصاد الكلي في لبنان نموا حقيقيا لم يتجاوز 0.5 بالمئة كما ارتفعت معدلات التضخم إلى 221 بالمئة من 171 بالمئة في 2022. كما ارتفعت معدلات البطالة في أواخر العام الماضي إلى 36 بالمئة .