كتب يوسف فارس في “المركزية”:
على رغم الحراك الفرنسي الاخير عبر حضور الموفد الرئاسي الوزير جان ايف لودريان الى لبنان لتحريك الملف الرئاسي، وقبله الحراك القطري واللقاءات المكثفة التي اجراها الموفد القطري الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني في بيروت، فإن التحريك الجدي لهذا الملف ينتظر قوة دفع اميركية وهو ما لم تبادر اليه واشنطن حتى الان. وبحسب المعلومات، فإن عائدين من واشنطن كشفوا ان التركيز الاميركي مُنصب على غزة كما على اعادة الامساك بجبهة أوكرانيا، ولم يلمسوا لدى المسؤولين في الادارة الاميركية اي توجه حاليا لمقاربة فاعلة ومباشرة من قبل واشنطن للملف الرئاسي في لبنان، بل يكتفون بتكرار ضرورة انتخاب ريئس الجمهورية وان يليه تكليف رئيس للحكومة فتشكيل حكومة نظيفة وقادرة على استعادة الثقة المحلية والخارجية. ويجب ان يعمل الرئيس والحكومة وفق نهج إصلاحي، ودعم المسار نحو خطة تعاف اجتماعي واقتصادي فعالة، وتنفيذ برنامج اصلاحي شامل وفق ما جرى الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي، وان اقصى اهتمام الاميركيين بلبنان في هذه المرحلة هما امران: الاول عدم تصعيد الوضع في الجنوب ومنع حزب الله من جر لبنان الى حرب مع اسرائيل. والثاني هو ان الاميركيين مهتمون بشكل ملحوظ بموضوع قيادة الجيش وضرورة التمديد للقائد العماد جوزف عون وقد تم.
النائب السابق مصطفى علوش يقول لـ”المركزية” في هذا السياق ان ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان لا يزال موضع تجاذب بين الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية الاسلامية الايرانية. الامر الذي ينسحب على محورهما بأكمله، ونلحظ بالتالي امتناع طهران كما السعودية عن الدخول في لعبة الاسماء. إضافة، فان كامل زيارات السفيرة الاميركية في لبنان دورتي شيا للفاعليات والقيادات اللبنانية لم تدفع يوما باتجاه تأمين النصاب لانعقاد جلسة الانتخاب كما لفوز الرئيس العتيد.
ويتابع: ايران وحزب الله غير مهتمين بانتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء حرب غزة لأنهما لا يريدان احراج اميركا من جهة ولا التخلي عن قطف ثمارها. لذا حراكهما العسكري قائم على الجبهتين الجنوبية والحوثية. كما ان واشنطن وباريس يهمهما أن لا تلحق بهما جبهة الجنوب ضررا إذا ما فتحت. لذلك يسعيان الى اقفالها تارة عبر طرح تطبيق القرار 1701 واخرى عبر طرح انسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة والنقاط الحدودية الخلافية خصوصا اذا ما توسعت الحرب وتمددت نحو ايران فهي ستؤدي الى حرب عالمية ثالثة لا تريدها القوى الغربية.
ويختم لافتا الى اثمان ستدفع نتيجة الحرب الاسرائيلية على غزة. ايران تريد الاعتراف بنفوذها في الاقليم والمنطقة وحزب الله يريد اعترافا دوليا بدوره ومكاسب له في لبنان وفي حال عدم تحقيق ذلك قد نكون اما مشهد تقسيمي يشمل العديد من دول المنطقة.