كتبت لورا يمين في “المركزية”:
عبّرت إيران والسعودية عن التزامهما “الكامل” بتنفيذ اتفاق بكين لاستئناف العلاقات بينهما، وذلك عقب الاجتماع الثلاثي الإيراني-السعودي-الصيني الجمعة، والذي عُقد في العاصمة الصينية لمتابعة تنفيذ بنود اتفاق بكين المبرم في 10 آذار، والذي أنهى سنوات من القطيعة بين الرياض وطهران.
وترأس الاجتماع الأول من نوعه لمتابعة تنفيذ اتفاق بكين نائب وزير الخارجية الصينية دنغ لي، وشارك فيه نائب وزير الخارجية الإيرانية محمد باقري كني، ونائب وزير الخارجية السعودية وليد بن عبد الكريم الخريجي. وأشار بيان صدر عقب الاجتماع، إلى “تطورات إيجابية” في سبيل تنفيذ الاتفاقية الثلاثية التي أفضت إلى استئناف العلاقات بين طهران والرياض، لافتاً إلى افتتاح السفارات وتبادل الزيارات بين وزيري خارجية البلدين، والمكالمة الهاتفية بين قيادتي البلدين ومشاركة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في القمة العربية الإسلامية المشتركة الاستثنائية التي عُقدت في الرياض، وتوجه البلدين لإقامة علاقات طبيعية على أساس حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. كما أكد البيان أن الجانبين الإيراني والسعودي يعتبران أن “الصين تلعب دورا مهما كوسيط وراع للاتفاق”.
وأكدت الصين استعدادها لمواصلة “دورها البناء” ودعم اتخاذ المزيد من الخطوات من قبل طهران والرياض لتعزيز العلاقات، وفق وكالة “إيسنا” الإيرانية. كما قامت الأطراف الثلاثة ببحث أبعاد التعاون الثلاثي على مختلف المجالات. وأعربت الأطراف في البيان الصادر عقب الاجتماع، عن “قلقها تجاه استمرار الأوضاع الجارية في قطاع غزة”، مع التأكيد أنه “تهديد للأمن والسلم في المنطقة، وعلى الصعيد الدولي”. ودعا البيان الثلاثي إلى ضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية في قطاع غزة، وإغاثة المدنيين بشكل مستدام، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين. وشدد على أن أي ترتيب بشأن مستقبل فلسطين “يجب أن يجسد إرادة الشعب الفلسطيني، ودعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وتقرير مصيره”. وقررت الصين وإيران والسعودية عقد الاجتماع الثاني للجنة في حزيران 2024، في السعودية.
لم تؤثر اذا التطورات في الاراضي المحتلة على اتفاق بكين بل ثمة حرص مشترك ايراني – سعودي على تحييده عن كل المستجدات والتمسك به، وعلى اخضاعه لصيانة دورية للحفاظ عليه، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، مشيرة الى ان هذا المعطى لافت ويدعو الى التفاؤل. ففيما المنطقة تشهد اليوم تصعيدا وسخونة في اكثر من منطقة، من غزة الى لبنان وصولا الى البحر الاحمر، وتلعب ايران دورا في توتير هذه النقاط، يدل التواصل بين الجبارين الاقليميين على ان لا نية للتصعيد بينهما وانه محصور في وجه “الاميركيين” فقط. والاهم ان هذا التواصل يعيد ايضا احياء الآمال بان امكانية التوصل الى تسويات للازمات في الشرق الاوسط حيث لهما نفوذ وحضور و”مونة”، من رئاسة لبنان وصولا الى الصراع اليمني، لا تزال قائمة وقد تتحرك المساعي في شأنهما، بعد سكوت المدافع في غزة، تختم المصادر.