السجون التي سيسلط المرصد السوري الضوء عليها في خضم التحقيق الآني هي سجون شبه سرية، ووفقاً للمعلومات فإن هذه السجون تجري فيها عمليات تعذيب وتنكيل لمدنيين بحجج وذرائع واهية، فضلاً عن كون بعضها يضم معتقلين من قيادات وعناصر الميليشيات بتهم التخابر مع جهات خارجية.
تمكن المرصد السوري عبر مصادره من الكشف عن 6 من هذا السجون متوزعة في كل من الميادين والبوكمال ومدينة دير الزور وريفها الشمالي، ويقدم التحقيق الآتي تفاصيل عن هذه السجون وما يدور ضمنها وعن تبيعتها والمسؤولين عنها.
الميادين
– سجن المشفى: يقع عند مشفى الشفاء بشارع الأربعين قرب الاتستراد ضمن مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، يتبع لميليشيا الحرس الثوري الإيراني، وهو بناء مؤلف من طابقين اثنين، الطابق الأول تتخذه الميليشيا كمقر لها، بينما الطابق العلوي فارغ كلياً، أما السجن فهو ضمن قبو البناء ويضم سجناء مدنيين بتهم مختلفة أبرزها التخابر مع إسرائيل والتحالف وجهات خارجية، ويدعى ان يجري عمليات تعذيب شنيعة بحق المدنيين هناك عبر تعرضهم للصعق بالكهرباء والضرب بأدوات حديدية وخشبية وحرمانهم من الطعام لأيام ويتم نقل أي شخص يغمى عليه من التعذيب أو يتعرض لعارض صحي خطير إلى مشفى الشفاء الإيراني وعلاجه هناك وذلك ليس خوفاً على حياة المعتقل بل لاستكمال التحقيق معه وتعذيبه من جديد.
ويعد الحاج حسن إيراني الجنسية المسؤول عن السجن، كما يتمتع المبنى بحراسة أمنية مشددة على مدار الساعة وجميع الحراس في الداخل من الجنسية الإيرانية واللبنانية والعراقية، بينما يتواجد سوريين من بلدة حطلة على المحارس الخارجية فقط، وللمبنى مدخلين اثنين، الأمامي للعناصر، بينما الخلفي خاص بالقيادات.
– سجن الوحدة 313: سجن خاص يمليشيا حزب الله اللبناني بقيادة الحاج ربيع لبناني الجنسية، ويقع عند دوار البلعوم بالميادين، ويتألف من 3 طوابق، الطابق الأول يضم غرف تحقيق بينما القبو يتواجد ضمنه سجن خاص بعناصر وقيادات الميليشيات المتهمين بالخيانة والعمالة لجهات خارجية، بالإضافة للمتهمين بعصيان أوامر القيادات، ويخضع السجن لحراسة أمنية مشددة وجميع حراسه من الجنسية اللبنانية التابعين لحزب الله اللبناني ويقدر عدد حراسه وفقاً لمصادر المرصد السوري بأكثر من 20 عنصر مدربين. ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإنه يمنع منعاً باتاً دخول أي مدني إلى المنطقة التي تعد منازل لمدنيين استولت عليها الميليشيات وحولتها لما يعرف بالوحدة 313، ولا يسمح لأحد بتجاوز الساتر الترابي الموضح بالصورة.
– سجن الحيدرية: سجن خاص بميليشيا لواء فاطميون الأفغاني بإشراف من الحرس الثوري الإيراني، وبقيادة المدعو راشد وهو قيادي ضمن فاطميون، ويعد من أخطر سجون الميليشيات في دير الزور، حيث يضم السجن قيادات وعناصر من الدرجة الأولى ممن ثبت للميليشيات تورطهم بالتعامل مع جهات خارجية أو خرجوا عن إمرة وطوع القيادة العليا، حيث يتم تعذيبهم هناك من قبل سجانين من الجنسية الإيرانية والأفغانية بوسائل مختلفة، ومنهم يتم نقله جواً إلى إيران.
ويخضع السجن المؤلف من طابقين اثنين ومحصن بشكل كبير جداً، لحراسة أمنية مشددة تقدر بأكثر من 40 عنصر من الأفغان والإيرانيين، ويمنع الاقتراب منه دون خبر مسبق حتى وإن كانوا قيادات من الميليشيات، حيث يملك الحرس أوامر بإطلاق نار مباشر على كل آلية تقترب من الموقع دون خبر مسبق.
البوكمال
– سجن البوكمال: يتبع للحرس الثوري الإيراني بقيادة المدعو الحاج أبو العباس، ويقع بمنطقة المربع الأمني بمدينة البوكمال، ويتألف من طابقين اثنين، بينما يتواجد السجن في قبو المبنى ويضم مساجين من المدنيين معتقلين لدى الميليشيات بتهم معارضة تواجد الميليشيا بالمنطقة وتلفيق تهم لهم بأنهم عملاء للخارج بالإضافة لتواجد مساجين متهمين بالانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية” بالإضافة لوجود عناصر محليين من الميليشيات متهمين بارتكاب مخالفات كالتغيب عن اجتماعات أو مناوبات وما إلى ذلك.
ويعد السجن من أخطر سجون الميليشيات ويخضع لحراسة أمنية مشددة ويزعم ان يجري ضمنه أبشع أنواع التعذيب والتنكيل من قبل سجانين من جنسية إيرانية وآخرين من جنسية أفغانية ووردت معلومات للمرصد السوري لم يتسنى له التأكد بشكل قطعي من صحتها حول وفاة معتقلين تحت التعذيب في هذا السجن ومنهم من فارق الحياة جوعاً نتيجة حرمان المعتقلين الأكل.
مدينة دير الزور وريفها الشمالي
– سجن المطار: يتبع للحشد الشعبي العراقي بإشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني ويعد القيادي بالحشد أبو سجاد العراقي المسؤول عن السجن الواقع قرب مطار دير الزور العسكري على مقربة من منطقة هرابش بأطراف المدينة، والمبنى مؤلف من طابق واحد يضم غرف للعناصر والحرس ويقع السجن بقبو المبنى، أما السجناء فهم من المدنيين المعتقلين لدى الميليشيات بتهم مختلفة أبرزها معارضة الخصم والتعامل مع جهات خارجية وحسب كلام مصادر المرصد يتعرض المعتقلين فيه للتعذيب على يد سجانين من الجنسية العراقية وآخرين من الجنسية السوري يعملون لصالح الحرس الثوري الإيراني.
– سجن حويجة صكر: يقع شمال مدينة دير الزور وهو عبارة عن مبنى مستقل يتألف من طابق واحد فقط، يقع السجن في قبو المبنى بينما الطابق الأرضي مؤلف من غرف تحقيق ومقر عسكري، ويتبع السجن بشكل كامل للحرس الثوري الإيراني، بإشراف قيادي يدعى الحاج أبو الحسن، ويتواجد ضمن السجن معتقلين من أهالي وسكان الريف الشمالي بتهم مختلفة كتصوير مقرات ومواقع للميليشيات والتعامل مع جهات عسكرية بالإضافة لتهم كيدية كاعتراض على تصرفات العناصر، و يزعم ان يمارس ضمنه أشد أنواع التعذيب بحق المدنيين من ضرب وصعق بالكهرباء.
يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوجود سجون أخرى تابعة للميليشيات الإيرانية سواء حزب الله اللبناني أو الحرس الثوري الإيراني أو الحشد الشعبي العراقي أو فاطميون الأفغانية وزينبيون الباكستانية وغيرهم من الميليشيات، بيد أن السجون آنفة الذكر هي الأكثر سرية والأخطر والتي تخضع لحراسة أمنية مشددة جداً ويستحيل التقاط أي صورة خارجية أو داخلية لها، إلا أن المرصد السوري وعبر مصادره تمكن من التقاط صور خارجية لثلاثة من هذه السجون.
المصدر: المرصد السوري لحقوق الإنسان