كتب احمد منصور…
زار وفد من تيار المستقبل في محافظة جبل لبنان الجنوبي، ضمّ المنسق العام وليد سرحال وعضوا مكتب المنسقية أحمد الجنون وعماد عبد الرحيم ومنسق دائرة بعاصير محمد أبو صالح وأعضاء الدائرة، ومنسق دائرة برجا محمد الحاج ومنسق دائرة كترمايا علي طافش والاعلامي حامد الدقدوقي، بلدية بعاصير، والتقى رئيس البلدية أمين القعقور.
ونقل سرحال للقعقور تحيات الرئيس سعد الحريري والأمين العام للتيار أحمد الحريري وقال:”جئنا كتيار مستقبل، الى بلدية بعاصير، لنثني على جهودكم الكبيرة منذ اليوم الأول للنزوح، فأنتم على قدر كبير في تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقكم في هذه الظروف، ونشكر ونقدر جهودكم التي ليس لها حدود، فأنتم مثالا للعطاء والشفافية والإخلاص والوطنية جمعاء .”
وأعرب سرحال عن أسفه الشديد للتقصير الحاصل من الدولة اللبنانية لتأمين الحاجات والمستلزمات المطلوبة للنازحين، لافتا الى “ان جهود تيار المستقبل في المنطقة من خلال خلية الطوارئ التي شكلها قبل الحرب، تمكنت من تقديم المستزمات المحدودة لأهلنا النازحين .”
وأضاف”هناك صعوبات يجب تذليلها، لأن الدولة تعقّد الأمور امام الجمعيات الدولية التي تساعدنا، لذا المطلوب من الدولة وبشكل مباشر من محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي والوزير ناصر ياسين حلحلة الأمور، لاسيما لناحية “الداتا” .”
وشكر سرحال مجلس الجنوب الذي تسلم توزيع الحصص الغذائية بشكل مباشر على الناس.
وتوقف سرحال عند الموضوع الأمني، فشدد على “ان التيار يولي هذا الموضوع اهتماما كبيرا للحفاظ على سلامة المنطقة”، داعيا “اي شخص يشكل خطرا، عدم الحضور الى المنطقة”.
وقال:” المطلوب من القوى الأمنية والجيش ضبط الشارع، واخذ المبادرة والإجراءات عند اي اشتباه، لاننا ضد الأمن الذاتي، فنحن نؤمن بالدولة والأجهزة الأمنية لحماية المنطقة واهلها والنازحين على حد سواء.”
القعقور
من جهته شكر القعقور الوفد على زيارته وقال: بعد الضربة الاولى على برجا، كان هناك تخوف في البلدة، فاصدرت بيانا لحث النازحين الذين قد يشكلون خطرا بعدم التوجه الى البلدة، لان الموضوع الأمني مهم جدا، فكل بيت في بعاصير يستضيف نازحين.”
وشكر القعقور الرئيس الحريري والأمين العام على عاطفتهما النبيلة تجاه بعاصير وأهلها والاقليم، مؤكدا على التواصل مع الجهات المعنية لمساعدة اهلنا واخوتنا النازحين، لافتا الى “ان الحاجات كبيرة وتفوق الإمكانات، والدولة لا تلبي الحاجات”، منوها “بجهود الجمعيات والمبادرات الفردية” .
الجية
بعدها انتقل الوفد الى بلدية الجية، وعقد لقاء مع رئيس البلدية بالإنابة وسام الحاج . واشار سرحال الى “ان توجيهات الرئيس الحريري كانت منذ بداية الحرب توفير البيئة الآمنة والحاضنة للنازحين، لأنه نوع من الصمود من خلال الألفة والوحدة، ونحن كتيار مستقبل نسير على نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان حريصا على وحدة الصف. ”
وأضاف ” ان الرئيس سعد الحريري عندما عمل على ربط النزاع، كان يهدف الى عدم التقاتل الداخلي، فنحن لن نسمح لاسرائيل بأن تشعل أي إقتتال داخلي، لأن هذا الامر غير موجود في قاموسنا، وبالتالي ومن هذا المنطلق نحن كنا السباقين في عملية استقبال النازحين وتأمين راحتهم من خلال البلديات وخلية الازمة التي نحن جزء منها، وقد نجحنا.
وفي البداية كانت الجمعيات الأهلية هي السباقة في التقديمات، واليوم الوضع افضل، فمجلس الجنوب والجمعيات الدولية بدأت بتقديماتها ووسعت مساعداتها.”
وقال:”اما بالنسبة الوضع الامني، فالجية كما الوردانية وبرجا وجون، تعرضت للعدوان الاسرائيلي، ونحن نستنكر هذا الاعتداء، فالاسرائيلي للاسف وبذرائع عدة يؤذي ويدمر بهدف الفتنة داخل البيئة التي تستضيف نازحين، وهذا امر كاد ان يتحقق، في بعض الاماكن لولا اننا استطعنا مع القيمين في تيار المستقبل واهلنا على درأ هذه الفتنة.”
وختم: “يدنا بيدكم وستبقى كذلك لوحدة لبنان وحمايته، علما اننا نتباين في السياسة، ولكن الاساس ان نبقى مع بعضنا البعض مهما كانت الظروف ، فالرئيس الحريري دفع ثمن هذه الخطوة.”
الحاج
وقال رئيس بلدية الجية بالإنابة وسام الحاج: “اهلا بكم في بلدة الجية والتي هي نموذج مصغر عن لبنان، والازمة الحالية اكبر من قدرة تحمل اي بلدية، والمؤسسات الرسمية اليوم حاضرة ببطء، والجهود كانت في البداية للجمعيات، واليوم الوضع اصبح افضل مما كان عليه. والبلدية تقوم باحصاءات وتقدمها للجمعيات من اجل مساعدة النازحين.”
كما أشار الحاج الى الحاجات الكبيرة للنازحين، معربا عن أمله في تحمل الأيام المقبلة إنفراجات تساعد على حلحلة الصعوبات والمعاناة.
جدرا
وكانت محطة الوفد الأخيرة في بلدية جدرا، حيث إلقى رئيس البلدية المونسنيور جوزيف القزي، ناقلاً اليه تحيات الرئيس سعد الحريري والأمين العام أحمد الحريري تقديرا للموقف والدور الذي يلعبه في خدمة أبناء المنطقة وأهلنا النازحين .
وحضر اللقاء عدد من أعضاء المجلس البلدي في جدرا والمختار شارل القزي ومسؤول القوات اللبنانية طوني القزي.
وقد شكر سرحال القزي على حسن الإستقبال، مؤكدا “ان للقزي مكانة كبيرة لدى الرئيس الحريري وتيار المستقبل، منوها بالتعايش والوحدة الوطنية التي تسود جدرا بفعل الجهود التي يقوم بها القزي .
وأضاف “بتوجيهات من الرئيس سعد الحريري، إحتضنا أهلنا وإخوتنا النازحين من الجنوب بفعل العدوان الإسرائيلي، لأن إسرئيل عدونا، وهي تريد إشعال الفتنة والحرب الأهلية في لبنان”، مشددا على “ان العيش المشترك هو الذي يوحّد الساحة الداخلية في البلاد، ويبقي لبنان، لا سيما في هذه الظروف الصعبة.”
وقال: “نحن كتيار مستقبل إنطلقنا من هذه الثوابت الوطنية في مساعدة أهلنا النازحين، وشاركنا في جميع اللجان، مؤكدا على أهمية وضرورة التسيق والتعاون بين الأحزاب لمواجهة هذه الأزمة والحفاظ على بيئة المنطقة، وعدم زعزعة إستقرارها”، مشددا على “ضرورة الحفاظ على أمن اقليم الخروب، في مواجهة التحديات، بالتعاون والتواصل بين بعضنا البعض .”
وتطرق سرحال الى موضوع إمكانات البلديات، فأمل ان يتم صرف مستحقاتها اللازمة في القريب العاجل، مؤكدا انها تعمل من اللحم الحي . كما لفت الى الدور الذي يلعبه مجلس الجنوب في تقديم المساعدات اللازمة للنازحين .
ودعا سرحال البلديات الى تزويد الجمعيات والأحزاب “بداتا” النازحين لتسهيل تقديم المساعدات لهم .
وفي الشأن الصحي، تمنى على وزارة الصحة والجهات المعنية معاملة أبناء المنطقة، إسوة بإخوتهم النازحين الذين يستضيفونهم، ويتم تقديم المساعدات الإستشفائية لهم في المستشفيات دون أي مقابل، بينما يطلب من أهالي المنطقة النفقات المالية عند طبابتهم”، لافتا الى ان أهالي اقليم الخروب باتوا هم أيضا بحاجة الى المساعدات في هذه الظروف .
المونسنيور القزي
بدوره رحب المونسنيور القزي بالوفد في بلدته جدرا، مؤكدا “ان جدرا واقليم الخروب نموذجا مميزا بالوحدة الوطنية والعيش المشترك”، شاكرالرئيس سعد الحريري والأمين العام للتيار احمد الحريري على محبتهما وعاطفتهما الكبيرة تجاه جدرا وأبنائها”، مؤكدا على “العلاقة والصداقة المتينة التي تربطه مع آل الحريري، منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي إستمرت مع الرئيس سعد الحريري والأمين العام أحمد الحريري .”
واشار القزي الى “اننا نفتقد اليوم على الساحة للرئيس سعد الحريري ودوره وحضوره الوطني، متمنيا له التوفيق في مسؤولياته والمهام الملقاة على عاتقه، خصوصا في أدق المراحل”، معتبرا “ان غيابه أحدث فراغا كبيرا لا يمكن لأحد ان يسد مكانه ..”
وأكد القزي أن زيارة الوفد حافزا للجميع، وضمانة أخلاقية ومحبة للتعاون والتضامن.
ودعا الى “التنبه من المخاطر التي تحدق بالمنطقة في ضوء الإستهداف الإسرائيلي”، لافتا الى ضرورة وتعاون الجهات المعنية وتحمل مسؤولياتها في إبعاد تلك المخاطر عن أهلهم النازحين والبيئة الحاضنة لهم”، لافتا الى “ان جدرا تلقت أول إعتداء من الطائرات الإسرائيلية في 8 شباط 2024، وسقط فيها شهداء “.
وأكد القزي إستعداده للتعاون مع الجميع للحفاظ على أمن منطقتنا، لافتا الى انه تم احصاء النازحين في البلدة، البالغ عددهم 1170 عائلة، أي بحدود 6000 نازح، مشيرا الى ان المساعدات لا تصلهم لعدم وجود مراكز ايواء في جدرا، بإستثتاء وجبات محدودة من كاريتاس، ومساعدات طبية من جمعية الوعي والمواساة الخيرية ومساعدات محدودة من خلية الأزمة في الاقليم . مؤكدا ان الحاجات كبيرة وتفوق امكانات البلديات والجمعيات، شاكرا المتطوعين والجمعيات وكل من يساعد في تقديم يد العون، رافضا أي عمل خارج اطار البلدية والدولة اللبنانية .