انطوان صعب في “اللواء”:
بدأت المخاوف تتعاظم بعد التهديدات بتصعيد المواجهات على الحدود الجنوبية، في وقت علم أن زيارة وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن إلى الأراضي المحتلّة، لم تضفِ إلى أي نتائج إيجابية والتوصل لهدنة، ما يعني أن مفاوضات الدوحة لا زالت تدور في حلقة مفرغة، فيما ثمة معلومات بأن الوضع بدأ يصبّ باتجاه تأمين ملاجئ آمنة لقيادات حماس خارج الدوحة، فالبعض أراد في الأردن، فكان الردّ عاصف، بمعنى أن هذا بلد وليس فندقاً، ولن نقبل بوصول أي قيادي من حماس إلى عمان، على الرغم أنهم يملكون جوازات أردنية، وهذه المسألة تثير المخاوف في لبنان من ترحيلهم بإتجاهه.
وبمعنى أوضح، هناك ظروف صعبة في المنطقة، وتحديداً على الساحة اللبنانية، لأن الأجواء تشي بأن الأيام المقبلة ستشهد اعتداءات من الإحتلال الإسرائيلي، في حين حزب الله يردّ في مواقع إستراتيجية.
في السياق، فالمساعي الديبلوماسية حتى الساعة باتت في خبر كان، وفاشلة بامتياز، في حين أن الإدارة الفرنسية لم تصل إلى أية نتيجة، مع دخول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخصياً على الخطّ خلال لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش قمة «النورماندي»، واتفقا على انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ومنع الحرب على هذا البلد، لكن الأمور لا زالت تدور في حلقة مفرغة، حيث العدوان الإسرائيلي مستمر على لبنان، وحزب الله يقصف في العمق، ناهيك إلى أنه على صعيد الاستحقاق الرئاسي فلم تتمكن باريس حتى الساعة من إحداث أي خرق، والأوضاع في الأيام المقبلة صعبة للغاية، ما تتوقعه أكثر من جهة سياسية ديبلوماسية، حيث ينقل عن الدبلوماسيين الغربيين الذين اتخذوا تدابير احترازية بالغة الأهمية أمنياً في تنقلاتهم، وعدم مشاركتهم في مناسبات اجتماعية، ومردّ ذلك الأوضاع الداخلية الأمنية الصعبة، كذلك تخوّفهم من أن تتطور الأمور على الحدود مع العدو الإسرائيلي وينفجر الوضع بشكل كبير، وهذا هو واقع الحال على الساحة اللبنانية ميدانياً ورئاسياً وديبلوماسياً، حيث كل هذه الأوضاع عالقة دون إحداث أي خرق من خلال الجهود والمبادرات الداخلية إلى المستوى الدبلوماسي الأميركي والفرنسي والأوروبي بشكل عام.