كتبت راوية حشمي في “عكاظ”:
رغم الواقع الذي وقف عنده الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت في ختام لقاءاته مع السياسيين والأجواء التي لا تزال على حالها والظروف غير المتاحة لانتخاب رئيس جديد للبنان، كشف مصدر سياسي، لـ«عكاظ»، أن لودريان عائد إلى لبنان قبل شهر آب القادم لإنجاز ما يمكن إنجازه في الملف الرئاسي.
وعن الخلاصة التي حملها لودريان معه بعد جولته الأخيرة على المسؤولين اللبنانيين، قال إن لودريان لمس تطورات إيجابية من موفد حزب الله تحديداً عن إمكانية الفصل بين ملفي الرئاسة وغزة من جهة وقبول بعض قوى المعارضة بالتشاور من جهة ثانية، إلا أنه لم يتمكن من التحقق من نوايا الحزب الذي يقول في كثير من الأحيان ما لا يضمره، وعليه فإن نتيجة هذه الإيجابية تكمن في الترجمة على أرض الواقع، خصوصا أن الثنائي الشيعي «حركة أمل وحزب الله» يراهنان على التطورات في المنطقة والتي قد ترفع من وجهة نظره من حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للوصول إلى رئاسة الجمهورية.
وحول قمة الرئيسين الفرنسي والأميركي في «النورماندي» (الأربعاء)، لفت المصدر إلى أن حماسة إيمانويل ماكرون لطرح الملف اللبناني مع نظيره جو بايدن على هامش القمة المذكورة لن تحدث خرقا في وقت قريب بجدار الأزمة الرئاسية، ولن تظهر انعكاسات هذا الاجتماع إلا إذا حصل تفاهم أمريكي-إيراني، الأمر الذي قد يوفر الأرضية المطلوبة لحل الأزمة.
يذكر أن السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون توجهت إلى واشنطن للتشاور في الموضوع اللبناني.
داخلياً، يطلق آل جنبلاط (الأب وليد والابن تيمور) عبر اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي مبادرة وسطية ضمن جولة على مختلف الأطراف السياسية، لتخفيض السقوف العالية من أجل الوصول إلى أرضية مشتركة بين اللبنانيين.
وجاءت هذه المبادرة بعد لقاء جنبلاط (الأب والابن) بالموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الذي شجع الجهد الجنبلاطي الوسطي الداعي إلى «الخيار الثالث» لانتخاب رئيس، إضافة إلى العلاقة التي تربط الزعامة الجنبلاطية الجيدة والمقبولة بكافة الفرقاء.
وعن هذا التحرك، قال المصدر إن الحزب التقدمي نفسه لا يتوقع معجزات من تحركه، لكنه يعول على وجود «الحرص» لصون ما تبقى من لبنان.