جاء في “الانباء الالكترونية”:
يجدد اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الإشتراكي سلسلة لقاءات مع الكتل النيابية في مسعى مستمر لإحداث خرق في جدار الأزمة، حاملًا طرحاً منطقياً بعد سد الآفاق أمام المبادرات والمساعي لاسيما مسعى الخماسية، وفي أعقاب انتهاء زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان إلى عدم إحراز ما يمكن البناء عليه للوصول إلى خاتمة لشغور رئاسي طال أمده.
وفيما يحاول هذا المسعى تحريك المياه الراكدة المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، فإن الوتيرة التصاعدية للعمليات الحربية في الجنوب باتت تشكل تهديدًا حقيقياً في ظل تلازمها مع الوضع السياسي الذي تواجهه حكومة العدو نتيجة ضغوط الداخل والخارج. وهي تخف حينا وتشتد أحياناً، تبعا لهذا الوضع الذي يحاول رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الخروج منه بالهروب الى الأمام. وإذا كانت الحرب في غزة تدار من قبل حكومة الحرب وفق حسابات نتنياهو وفريقه الشخصية، فإن المشهد في جنوب لبنان يأتي في إطار الجنون الإسرائيلي ذاته الذي يتحكم بما يمكن أن تبلغه الأمور، فالمواجهات الميدانية في الجنوب آخذة بالتوسع، وهي طالت في الساعات الماضية مناطق تعتبر بعيدة نسبيا عن مسرح العمليات المعتاد. وفي المقابل فقد بلغت صواريخ حزب الله مواقع جديدة داخل الكيان الاسرائيلي مع إدخال أنواع جديدة من الأسلحة في عمليات الاستهداف.
مصادر أمنية اعتبرت عبر “الأنباء” الإلكترونية أن التصعيد الذي تشهده الجبهة الجنوبية يندرج في سياق الحديث عن امكانية التوصل الى هدنة بين حماس واسرائيل من جهة، وحديث الموفد الأميركي آموس هوكشتاين عن إمكانية الانتهاء من عملية ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل بعد اتفاق الجانبين على وقف إطلاق النار وعودة الأمور الى ما كانت عليه قبل الثامن من أكتوبر الماضي. وتحدثت المصادر الأمنية عن توازن قوى حقيقي بين اسرائيل وحزب الله بعد إدخال الأخير أسلحة حديثة ومتطورة إلى الجبهة التي فرضت واقعاً جديداً على أرض المعركة.
وفي هذا السياق لفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى اشتداد المواجهات في الجنوب نتيجة الاعتداءات التي تمارسها إسرائيل، عازياً السبب في هذا التوتير إلى الضغوطات التي تُمَارس على اسرائيل لقبولها بوقف إطلاق النار، مشير إلى أن تحقيق وقف إطلاق النار يتوقف على إسرائيل “خاصة وأنها لم تتمكن من تحقيق أهدافها وما وعدت به بالقضاء على حماس، بل ارتبكت إبادة بحق الفلسطينييين، وهذا ما حرّك رأياً عاماً دولياً ضاغطاً ضدها وضد كل الخروقات التي مارستها في غزة ورفح وما يحصل في جنوب لبنان.
وفي قراءته للمشهد الداخلي، لم يرَ موسى ما يساعد على إنهاء الشغور الرئاسي، معتبراً أن زيارة لودريان هذه المرة كانت كأنها من باب الواجب قبل لقاء النورماندي المرتقب بين الرئيس الاميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون. وأشار موسى إلى أن “مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري واضحة وموجودة وهي في كل الاحوال لتسريع عملية انتخاب الرئيس. ولو كان هناك قبول لها لكان لدينا رئيس جمهورية منذ فترة”، آملاً أن تحقق مساعي الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي التقارب المطلوب في وجهات النظر لتحقيق خرق واضح يساعد على إنهاء الشغور الرئاسي.
وأمام هذا الواقع المتفاقم جنوباً والمتهالك داخلياً تصبح البلاد أمام خطر مضاعف بصرف النظر عم ستؤول إليه الحرب، فالنتيجة سوف تكون على حساب اللبنانيين والدولة اذا لم تبادر القوى السياسية المعنية لوضع الدولة في مسار النهوض قبل فوات الأوان.