جاء في “الانباء الكويتية”:
جديد «الثنائي الشيعي» في الملف الرئاسي المعلق منذ 31 تشرين الاول 2022، عرض الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله في كلمة ألقاها الجمعة، فصل الاستحقاق الرئاسي عن جبهة الجنوب التي ربطها نصرالله منفردًا، بوقف الحرب في غزة.
في أي حال، ومن يتابع الخطوات السياسية لـ«الحزب»، يدرك ان نصرالله قدم عرضًا جيدًا، عرضا كفيلا بإحداث خرق في الملف الرئاسي، قبل الدخول في فراغ تفرضه انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في تشرين الثاني المقبل.
عرض نصرالله جاء من خلفية قوله: «لا علاقة للمعركة في الجنوب وغزة بانتخاب الرئيس في لبنان، وهل يوجد سبيل غير الحوار والتشاور للوصول إلى نتيجة؟ ما عطل الانتخابات الرئاسية مدة سنة قبل طوفان الأقصى هي الخلافات الداخلية والفيتوات الخارجية..».
وفي قراءة متأنية، يمكن الاستنتاج ان نصرالله مع شريكه في «الثنائي» رئيس مجلس النواب نبيه بري، قد «يفرجان» عن الاستحقاق الرئاسي، من دون ان تكون الطريق مسهلة إلى التنفيذ وخروج الدخان الأبيض من ساحة النجمة، في جلسة لانتخاب الرئيس طال انتظارها منذ منتصف حزيران 2023.
ولا بد هنا من ترقب نتائج لقاء الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن في الثامن من حزيران الجاري، على هامش احتفالات الذكرى الـ 80 لإنزال الحلفاء على شواطئ النورماندي الفرنسية في الحرب العالمية الثانية.
وإذا قدر للاستحقاق الرئاسي ان يشهد حلحلة، فإن طريقه قد تميل إلى تبني مرشح من فئة «الخيار الثالث»، بالتوافق على مرشح يرضى به «الحزب» قبل شريكه رئيس مجلس النواب. مرشح يحظى بقبول مسيحي، وتقاطع غالبية الأفرقاء المسيحيين عليه، ويكون مشمولا في الأساس بدعم الكنيسة المارونية (بكركي) والفاتيكان.
وفي هذه الحالة، وبحسب مصدر نافذ كبير تحدث إلى «الأنباء»: «فإننا أمام لائحة قصيرة لا تتعدى ثلاثة أسماء: السفير السابق لدى الفاتيكان المدير السابق للمخابرات في الجيش اللبناني العميد جورج خوري، والسفير الحالي لدى الفاتيكان النائب السابق فريد الياس الخازن، والوزير السابق جان لوي قرداحي».
ورأى المصدر المطلع «ان تفويت الفرصة الضيقة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، يعني خلط الأوراق كلها و…المزيد من الغوص في المجهول».
إخفاق المبادرات الخارجية، حتى الآن، لحل مشكلة الاستحقاق الرئاسي حرك المساعي الداخلية، فيما موضوع الحدود يبقى في عهدة كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين الذي يعمل على صيغة من ثلاث مراحل.
وقد أكد الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب بالبيت الابيض ما ذكرته «الأنباء» أمس بأن الخطة الأميركية تنطلق من عودة النازحين في مرحلتها الاولى إلى مناطق الحدود. ويأتي التحرك الأميركي بشأن الحدود، بالتوازي مع المسعى لوقف إطلاق النار في غزة، وسط حديث عن تقدم في مسار المفاوضات.
في الموضوع الرئاسي، برز تحفز القوى والأطراف المحلية للتحرك على غرار مبادرة «كتلة الاعتدال الوطني». وفي هذا الإطار يبدأ الحزب «التقدمي الاشتراكي» تحركا باتجاه الأطراف السياسية. ولم يشأ ان يسمي تحركه مبادرة، بل مسعى كفريق وسطي.
ويقوم وفد نيابي برئاسة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، بجولة يستهلها يوم الثلثاء المقبل بزيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع في معراب، على ان تشمل الجولة القيادات السياسية الأخرى.
وأشار عضو اللقاء النائب بلال عبدالله، إلى ان تحرك الحزب «ينطلق من الاحساس بالخطر الوجودي المخيف الذي يتهدد لبنان، ويتطلب من الجميع تقديم تنازلات بهدف انتخاب رئيس للجمهورية، الامر الذي يشكل مدخلا لعودة انطلاق المؤسسات وتحريك الحياة العادية في البلاد».