جاء في “الانباء الكويتية”:
غادر الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لبنان طاويا مبادرته التي لم يتمكن من عرضها كاملة، بعدما لمس اتساع موجة الرفض المسبق لها.
فيما تبقى حركة أموس هوكشتاين كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، معولا عليها لجهة اتخاذ القرار بشأن الخطوات المقبلة في القمة الأميركية ـ الفرنسية في النورماندي ثم باريس (حيث تعقد المحادثات الرسمية) في الأيام المقبلة، ويشارك فيها لودريان وهوكشتاين.
واذا كانت الاطراف السياسية اللبنانية أوصلت مهمة لودريان إلى الحائط المسدود فيما يتعلق بالملف الرئاسي، فإن إسرائيل تكفلت بمسعاه بشأن الحدود وتجاهلت الطلب الفرنسي في هذا المجال. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوفران ان إسرائيل لم ترد على اقتراحات باريس بشان انسحاب مقاتلي «حزب الله» عن الحدود مقابل وقف الغارات الحربية.
ومع التسليم بفشل مهمة لودريان، فإن «اللجنة الخماسية» في المقابل لم تستطع اقناع الأطراف بتقديم تنازلات متبادلة للوصول إلى نقاط التقاء.
وفي هذا الاطار كشف مصدر مطلع لـ«الأنباء» ان اللجنة الخماسية استطاعت ان تنتزع من رئيس مجلس النواب نبيه بري تنازلا بأن يتخلى عن ترؤس الحوار لنائبه الياس بو صعب، في مقابل موافقة المعارضة على المشاركة فيه. الا ان رفض «القوات اللبنانية» المشاركة في أي حوار، دفع برئيس المجلس إلى العودة إلى المربع الاول والتمسك بترؤس أي حوار والدعوة له.
وأبدى النائب الدكتور غسان سكاف لـ«الأنباء» خشيته «من تضييع اللبنانيين نافذة ضيقة للعبور نحو الانفراج». ورأى ان ربط الاستحقاق الرئاسي اللبناني بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في تشرين الثاني المقبل «دونه عواقب منها صرف الإدارة الأميركية النظر عن الملف اللبناني، إلى حين الانتهاء من الاستحقاق الأميركي».
وأضاف سكاف: «حاول الفرنسيون إعادة تنظيم تحركهم في لبنان، وجاءت زيارة لودريان التي فاجأت المعارضة والممانعة لخلوها من إشارات إيجابية، عدا البيان السابق للجنة الخماسية الذي صدر بعد الاجتماع في السفارة الأميركية بعوكر». وخلص سكاف إلى القول «ان زيارة لودريان أضرت ولم تنفع، ولم يتمكن الموفد الفرنسي من وضع خريطة طريق للمستقبل، لا بل أقفلت زيارته الأخيرة الأبواب على الآخر..».
وتوقع سكاف «خلط أوراق في الملف الرئاسي اللبناني وتبديل أسماء المرشحين، في حال تأجيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية». ولم يخف توجسه من إطالة أمد الشغور وإمكان تخطيه الفترة التي فصلت بين نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان وانتخاب الرئيس ميشال عون.
مسلسل الاحباطات الداخلي اللبناني، يعيد الحرارة إلى مسعى هوكشتاين الذي يمكن ان يتحرك بعد القمة الأميركية ـ الفرنسية. وكشف المسؤول الأميركي بعض التفاصيل حول الخطة التي وضعها، والتي يرى انها تشكل ارضية لتفاهم حول الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية.
وتنطلق خطته من إعادة النازحين على طرفي الحدود كمرحلة أولى، وتتبعها خطوات متدرجة للوصول إلى استقرار على الحدود، مستبعدا اي سلام دائم خارج إطار عملية السلام الشاملة. واعتبر ان الأمن على الحدود يتطلب نشر الجيش اللبناني في مرحلة لاحقة، يتبعها مساعدات اقتصادية للبنان تسهم في تأمين الاستقرار.