كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
تزامن الاعلان عن موعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان إلى لبنان، مع ترقب انطلاق المساعي لتنفيذ بيان اللجنة الخماسية الاخير، في ظل تباين مواقف الاطراف في التعاطي مع البيان، واستمرار الخلاف الحاصل بينهم حول النقاط الاساسية الواردة فيه، وانسداد كل مساعي الحلحة للخروج من مأزق الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية.
ماذا تبدل حتى يستأنف مهمته من جديد، بعد تعثر كل مساعيه السابقة لحل ازمة الانتخابات الرئاسية؟
من المعلوم ان مساعي فرنسا،لم تتوقف منذ حلول الفراغ الرئاسي،وسجلت حركة لافتة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون طوال الاسابيع الماضية، مع مسؤولين عرب بارزين وشخصيات لبنانية التقاهم في الاليزية مؤخرا، وبينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، بالتزامن مع زيارة لافتة للودريان الى واشنطن، التقى خلالها المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين، المكلف بمتابعة ملف المفاوضات جنوبا للتوصل إلى تفاهم يُنهي الاوضاع المتدهورة، ببن حزب الله والجيش الإسرائيلي، والاتفاق على حل مشاكل الحدود اللبنانية الجنوبية، الى جانب ملف الانتخابات الرئاسية، اضافة إلى مسؤولين اميركيين يتابعون الملف اللبناني.
وبينما لم تصدر اي معلومات رسمية عن فحوى لقاءات لودريان في واشنطن ،وما تم خلالها بخصوص أزمة الانتخابات الرئاسية، سارعت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان الى جمع سفراء دول اللجنة الخماسية في مقر السفارة الأميركية في عوكر، واصدروا البيان الاخير، الذي تجاوز اطار العموميات التي وردت في البيان السابق للجنة الوزارية الخماسية، الى وجوب الفصل بين اجراء الانتخابات الرئاسية وانتهاء الحرب الإسرائيلية على غزّة، وتحديد نهاية شهر أيار الجاري موعدا لانتخاب الرئيس مع تضمين البيان مقترحات توازن بين شروط الثنائي الشيعي وحلفائهما ومطالب المعارضة، بخصوص الحوار والتشاور واختيار أكثر من مرشح وجلسات الانتخاب المفتوحة.
هناك من اعتبر بأن اجتماع الخماسية الاخير، والبيان الصادر عنها، انما يعبّران عن حصيلة زيارة لودريان إلى واشنطن، ويؤكدان على وحدة جهود اللجنة و تلاقي مواقف دولها على مساعدة لبنان للخروج من مأزق الفراغ الرئاسي، وان زيارة الموفد الفرنسي هي لإعطاء دفع لتنفيذ مضمون البيان، بالرغم من كل الاعتراضات والتباينات التي صدرت عن بعض الاطراف صراحة او مواربة، لكن لم يصدر اي طرف رفضا قاطعا للبيان، ما يعني ان هناك اخذاً وعطاءً، ونقاشا خلف الكواليس، في كيفية التوفيق بين التباينات، ووضع الافكار التي تضمنها موضع التنفيذ.
وترجِّح مصادر ديبلوماسية ان مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان، لن تخرج عن اطار الافكار والطروحات التي تضمنها بيان الخماسية الاخير، الذي صدر نتيجة جهود اعضاء اللجنة الخماسية مجتمعة، وتوقعت أن يركز جهوده على تقليص حجم التباينات وتقريب وجهات النظر، مخارج الحلول المطلوبة، في حين تتوقف نتائج مهمته على تعاون الاطراف السياسيين وتجاوبهم، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة حاليا، وترخي بثقلها على هذه المهمة، التي تبدو في نظر هذه المصادر صعبة ومعقدة للغاية.