ذكرت شبكة “CNBC” الأميركية أن “سنغافورة تُعتبر “المنطقة الزرقاء” الأحدث في العالم، وهي عبارة تشير إلى المكان الذي يعيش فيه الناس حياة أطول وأكثر صحة. والمناطق الزرقاء هي الأماكن التي يوجد بها عدد أكبر من المعمرين بعشرة أضعاف مقارنة بالولايات المتحدة على أساس نصيب الفرد. والمناطق الزرقاء الخمس الأصلية هي: إيكاريا في اليونان، وأوكيناوا في اليابان، ونيكويا في كوستاريكا، وسردينيا في إيطاليا، ولوما ليندا في الولايات المتحدة، لكن سنغافورة أصبحت مدرجة في القائمة الجديدة، التي أطلق عليها اسم “المنطقة الزرقاء 2.0″. وفي حين أن المناطق الزرقاء الأصلية نشأت نتيجة لظروف طبيعية، فإن المناطق الزرقاء 2.0 هي من صنع الإنسان”.
وبحسب الشبكة، “قال دان بويتنر إن “المناطق الزرقاء القديمة تختفي لأنها أصبحت تحت التأثير الأميركي، ويحل استعمال الآلات محل النشاط البدني، وتفصل التكنولوجيا الناس عن التفاعلات المباشرة”. في عام 2004، انضم بويتنر إلى منظمة ناشيونال جيوغرافيك والمعهد الوطني للشيخوخة، وحدد الفريق أجزاء من العالم يعيش فيها الناس حياة أطول بشكل ملموس، ثم عملوا على معرفة سبب عيش الناس في مثل هذه المجتمعات حياة أطول. وحدد بويتنر وفريقه “القوة 9″، وهي العوامل الأساسية التي تمثل عادات الأشخاص الأكثر صحة والأطول عمرًا في العالم. هذه المبادئ التسعة هي: التحرك بشكل طبيعي في الحياة اليومية، وجود هدف، الحفاظ على الروتين للتخلص من التوتر، التوقف عن الأكل عند الشبع بنسبة 80%، تناول المزيد من الأطعمة النباتية، تناول الكحول بشكل معتدل ومنتظم، أن تكون جزءًا من المجتمع، إبقاء من تحب قريباً منك، وأن تكون محاطًا بأشخاص يتمتعون بعادات صحية”.
امشي ولا تستخدم وسائل النقل
وبحسب الشبكة، “في حين أن الناس في أجزاء كثيرة من العالم يقودون سياراتهم من مكان إلى آخر، فإن معظم السنغافوريين يسيرون، ولكن هذا عادة ما يكون بدافع الضرورة، وليس لغرض ممارسة الرياضة. وقال بويتنر للشبكة: “أعتقد أن سنغافورة تفرض ضرائب على السيارات، وتفرض ضرائب على البنزين، وتفرض ضرائب على استخدام الطرق… ثم استثمرت بشكل كبير في إمكانية المشي وركوب الدراجات والنقل العام”. وأضاف: “هذه ليست مجرد صدفة، هذا تخطيط جيد للغاية… ونتيجة لذلك، فإنك تدفع الناس من خلف عجلة القيادة إلى الوقوف على أقدامهم”.
إبقاء من تحب قريباً منك
بحسب الشبكة، “تظهر الأبحاث أن الأشخاص في المناطق الزرقاء يميلون إلى إعطاء الأولوية لأحبائهم وإبقائهم بالقرب منهم. ويتجلى ذلك في سياسة سنغافورة المعروفة باسم منحة الإسكان التقريبي التي تحفز الناس مالياً على العيش مع والديهم وأطفالهم أو بالقرب منهم”.
الشعور بالانتماء
وتابعت الشبكة، “وجد البحث أن الانتماء إلى مجتمع ديني يمكن أن يرتبط بمتوسط عمر أطول. ويقول بويتنر: “جميع المعمرين الـ 263 الذين قابلناهم، باستثناء خمسة منهم، ينتمون إلى مجتمع ديني ما”. وأضاف: “تُظهر الأبحاث أن المشاركة في الخدمات الدينية أربع مرات شهريًا سيضيف من 4 إلى 14 عامًا من متوسط العمر المتوقع”.
اختيار العادات الصحية
وبحسب الشبكة، “قال بويتنر إن سنغافورة أبلت بلاءً حسناً في جعل “الطعام الصحي أرخص ومن الأسهل الحصول عليه من الوجبات السريعة”. في الواقع، أنشأت الدولة حوافز للمؤسسات الغذائية لتوفير خيارات صحية. ويتم الترويج للخيارات الصحية مثل الأرز البني والحبوب الكاملة من قبل مجلس تعزيز الصحة. وأضاف بويتنر أن التدخين أصبح “صعبا ومكلفا. لقد قامت سنغافورة بعمل جيد في ما يتعلق بمظهر علب السجائر، ومع تلك الصور لسرطان الفم… لقد كانت من أوائل الدول التي فرضت ضرائب على السجائر”.
رعاية صحية يمكن الوصول إليها
وبحسب الشبكة، “يتمتع السنغافوريون بالرعاية الصحية الشاملة مما يعني حصول المقيمين على رعاية طبية جيدة، بما في ذلك الخدمات الصحية مثل الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل والرعاية التلطيفية. وقد عملت الحكومة على وضع سياسات تدعم تكاليف الرعاية الصحية”.
قوانين صارمة
وبحسب الشبكة، “سنغافورة معروفة بقوانينها الصارمة، ومن الأمثلة الشائعة على ذلك حظر مضغ العلكة أو الغرامات الباهظة على تناول الطعام في وسائل النقل العام. ومع ذلك، فمن المعروف أيضًا أن البلاد صارمة جدًا في ما يتعلق بالأسلحة والمخدرات”.