أثار مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام مصرية عدّة، يوثق ظهور قرش “ماكو”، المعروف بخطورته ومهاجمته للبشر، قرب منطقة الجونة شمال الغردقة، هلعا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويتغذى القرش ماكو، على رأسيات الأرجل والأسماك العظمية بما فيها التونة، بالإضافة إلى أسماك القرش الأخرى، والسلاحف البحرية والطيور البحرية.
وقال الغواص كريم شريف، عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”، إن مشاهدة هذا النوع من القروش خلال هذه الفترة من السنة تعتبر ظاهرة طبيعية لكونها فترة التزاوج التي تمتد من نيسان إلى تموز، محذرًا من مخاطر السباحة في المياه العميقة أو الأماكن المفتوحة.
بدوره، يقول أستاذ المحميات الطبيعية وعميد معهد البيئة السابق، الدكتور عمر تمام، إن أسباب عودة القروش القاتلة ومنها القرش “ماكو” تعود إلى طبيعة القروش التي هي بطيتها من الثديات حيث تتكاثر عن طريق الولادة وليس وضع البيض، وتلد أنثى القرش في العام الواحد بين 40 و200، وهو ما يسبب زيادة عدد أسماك القرش في البحر الأحمر في ظل ثابت الغذاء المتاح لها من الأسماك الموجودة، مما أدى إلى نقص في الغذاء وهو ما يدفع الحيتان للبحث عن طعام في أماكن قريبة من الشاطئ، وأحيانا يكون بشر يسبحون فيقوم بمهاجمتهم.
وطالب الخبير البيئي، في تصريحات لـ”العربية”، أن تقوم الدولة بتعديل التشريعات التي تمنع صيد أسماك القرش وتصنفها من الكائنات المهددة بالانقراض، وفتح سياحة صيد أسمك القرش بل وعمل جوائز لها على ما يحدث مع أسماك التونة مرة أو مرتين في العام، من أجل خفض أسماك القرش التي أثرت على التنوع البيولوجي في البحر الأحمر وأدت لمهاجمة السائحين هناك، على أن يتم هذا الأمر بعد القيام بدراسات مستفيضة لتحديد الأعداد المسموح بصيدها”.
وحذر تمام السائحين والمصطافين في المنطقة من نزول البحر في الأماكن الخاضعة للتحذيرات، مطالبا بأن يكون النزول في شواطئ معروفة وآمنة، وفي حالة رغبتهم في السباحة في الأعماق يجب أن يتم الأمر في أقفاص حديدية معدة لذلك.
يشار إلى من أن أشهر أنواع القروش الموجودة بالبحر الأحمر، القرش ماكو، والقرش المحيطي، والقرش أبيض الزعنفة، وأبو مطرقة، والثعلب، والرمادي، والقرش النمر، وأسود الزعنفة، والجيتار.
وفي حزيران 2023، أعلنت السلطات المصرية بدء تركيب أجهزة رصد متصلة بالأقمار الصناعية لتتبع حركة وسلوك أسماك القرش في البحر الأحمر، بغرض اتخاذ إجراءات احترازية لحماية مرتادي المياه من هجمات تلك الأسماك.
ووقتها، أعلنت محافظة البحر الأحمر إلزام فنادق المحافظة بوضع شباك عازلة داخل البحر في نطاق شواطئها الخاصة لتحديد المسافة الآمنة المسموح فيها بالسباحة والغطس، ومنع اقتراب أسماك القرش من السائحين.
وفي تموز 2022، تم إغلاق بعض الشواطئ المطلة على البحر الأحمر، إثر تعرض سائحة نمساوية تبلغ 68 عاما لهجوم مماثل من سمكة قرش أدى إلى وفاتها، لكن بعدها بعام واحد، قتل سائح روسي بعد أن هاجمته سمكة قرش خلال ممارسته السباحة على أحد الشواطئ الخاصة بمدينة الغردقة. (العربية)