كتب عوني الكعكي:
وزير خارجية أميركا مستر أنتوني بلينكن اقترح لوقف الحرب في غزّة استسلام حركة «حماس».
جاء هذا الاقتراح رداً على محاولة 5 سيناتورات ديموقراطيين يدعون فيها الى مسألة نقل حوالى 13 ألف طلقة لمدفعية دبابات «الميركاڤا» الاسرائيلية من دون مراجعة الكونغرس الاميركي، فكان جوابه ان إدارة الرئيس جو بايدن تحاول كل ما في وسعها لحماية المدنيين الفلسطينيين وإيصال المساعدات الانسانية للمحتاجين، معترفاً بالخسائر البشرية الفادحة التي تصيب الأبرياء، وادعى أنّ قواعد نقل الاسلحة الاميركية من الولايات المتحدة تنطبق على إسرائيل كما على أي دولة أخرى بما في ذلك طريقة استخدامها والحاجة إليها، وضرورة احترام القانون الانساني الدولي.
يمكن أن نقول للمستر أنتوني بلينكن ما يلي:
أولاً: هل يعلم المستر بلينكن ان إسرائيل قتلت لغاية الأمس أكثر من 19 ألف مواطن فلسطيني أعزل بينهم 9 آلاف طفل و3000 امرأة بأسلحة أميركية؟
ثانياً: هل يعلم مستر بلينكن ان إسرائيل دمّرت 25 مستشفى في مدينة غزّة؟
ثالثاً: هل يعلم مستر بلينكن ان 1.800.000 مواطن فلسطيني تركوا بيوتهم وهم على الحدود مع مصر هرباً وخوفاً من القتل الاسرائيلي الذي لم يتوقف منذ 65 يوماً ليلاً ونهاراً؟
رابعاً: هل يعلم مستر بلينكن ان المستشفيات ودوَر العبادة من كنائس ومساجد ومدارس كلها أصبحت أهدافاً عسكرية؟
خامساً: هل يعلم مستر بلينكن ان مستشفى الشفاء الذي ادعت إسرائيل انه مقر لحركة حماس، وتحت هذا الادعاء الكاذب دمّرت المستشفى وفيها عدد كبير من المرضى والعاجزين والهاربين من التدمير الاسرائيلي وأطباء وممرضين؟
كل هذه الأعمال التي تقوم بها إسرائيل تنطبق مع قواعد نقل الاسلحة الاميركية من الولايات المتحدة الاميركية الى إسرائيل.
ولماذا تمت العملية، أي عملية النقل من دون مراجعة الكونغرس كما ينص القانون الاميركي؟ فهل يمكن أن يجيب مستر بلينكن؟
هذا أولاً.
ثانياً سُئل مستر بلينكن عن عزلة أميركا خلال التصويت في مجلس الأمن، الاسبوع الماضي على قرار إيقاف اطلاق نار في غزّة لدواعٍ إنسانية، فكان جوابه ان واشنطن من أشد المؤيدين لهدنة إنسانية… مشيراً الى نتائج جهوده في هذا السياق خلال الهدنة السابقة، وأكد ان بلاده تتطلع الى خطوات إضافية مثل تخصيص مناطق آمنة في جنوب غزّة فضلاً عن التركيز على الأحياء لا على المدن بأكملها لإجلاء المدنيين.
أكتفي بهذه الحقائق، التي تدين أميركا إدانة دامغة، وأزيد انه لولا المساعدات العسكرية والمالية الاميركية لإسرائيل لكانت الأخيرة في خبر كان.
وما دمنا نتحدّث عن أميركا لا بد من توجيه سؤال جديد هو: ماذا تفعل الأساطيل البحرية الاميركية في البحر المتوسط: حاملة الطائرات «إيزنهاور»، وحاملة الطائرات الأخرى «جيرالد فورد» ومجموعة السفن معها، والغواصة النووية من فئة «أوهايو»؟
وهناك أيضاً الكثير من علامات التعجّب على الموقف الاميركي، والانحياز الكامل للإجرام الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وعلينا أن نسأل: لماذا قامت حركة حماس بعملية «طوفان الأقصى»؟
بكل بساطة، دولة إسرائيل وبعد توقيع «اتفاق أوسلو» عام 1993 (23 أيلول) الذي يدعو الى إقامة دولة فلسطينية.. فلماذا إسرائيل لا تسمح بإقامة دولة فلسطينية؟
وكان هناك ضمن «اتفاق أوسلو» إقامة مطار ومرفأ في غزّة.. فأين أصبح التعهّد الاسرائيلي؟
فماذا بقي أمام الفلسطينيين من خيارات هي: 1- القتل. 2- أم السجن. 3- أم التهجير..
بكل بساطة إسرائيل هي التي دفعت حركة حماس للقيام بعملية «طوفان الأقصى».
أخيراً، إذا كانت إسرائيل تظن انها تستطيع أن تهجّر الشعب الفلسطيني، نقول لها هذا سيكون موقتاً، خصوصاً ان فلسطين تحت الأرض ستبقى، وهي التي ستحرر فلسطين فوق الأرض.. ونقول لإسرائيل: إنّ إخفاقها في الإفراج عن 239 أسيراً، وإخفاقها الأكبر عسكرياً والخسائر التي تعرّضت لها بدءاً من 5000 قتيل وجريح و500 دبابة ميركاڤا و200 ناقلة جنود، هذه الخسائر تحاول إسرائيل التعويض عنها بتهجير الشعب الفلسطيني من غزّة وتدميرها تدميراً ممنهجاً الى كل بيوت وأبراج وكنائس وجوامع ومستشفيات غزّة.