بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..
“أرض الميعاد“…اي فلسطين، سكانها اليوم يتوزعون كالاتي: حوالي 74% منهم من اليهود و 21٪ من العرب و 5٪ آخرون. وينعت اليهود موطنهم الحالي بـ”أرض الميعاد”، إذ يعتقدون أن الرب وعد إبراهيم وعاهده على أن تكون هذه الأرض لنسله، وبأنها الأرض التي سيعود إليها اليهـود…
أرض الميعاد (بالعبرية: הארץ המובטחת) «الأرض» هي المقابل العربي لكلمة «هٰآرِصْ» العبرية التي ترد عادةً في صيغة «إيرِصْ يسرائيل» أي «أرض إسرائيل». فهي «أَرْضِ الرَّبِّ» (هوشع 3:9)، وهي الأرض التي يرعاها الإله (تثنية 12:11)، ثم هي الأرض المختارة، وصهيون التي يسكنها الرب، والأرض المقدَّسة (زكريا 12:2) التي تفوق في قدسيتها أيَّ أرض أخرى لارتباطها بالشعب المختار. وقد جاء في التوراة: «وَالآتِي عَلَيْهِ يَفْعَلُ كَإِرَادَتِهِ وَلَيْسَ مَنْ يَقِفُ أَمَامَهُ، وَيَقُومُ فِي الأَرْضِ الْبَهِيَّةِ وَهِيَ بِالتَّمَامِ بِيَدِهِ.» (دا 11: 16). وهي كذلك «الأَرْضِ الْبَهِيَّةِ» (دانيال 16:11). يعتقد اليهود أنها الأرض التي وعد الله بها نبيه يعقوب (إسرائيل). الوعد بحسب أقوال كتب اليهود كان في البدء إلى إبراهيم، وتجدد العهد بعد ذلك إلى إبنه إسحاق، وإلى يعقوب ابن إسحاق وحفيد إبراهيم. وأسندت أرض الميعاد لأولادهم، وكان وصفها في شروط من الأراضي من نهر النيل إلى نهر الفرات.(ويكيبيديا)..
يسيطر الوهم الديني على فكر وثقافة واداء قادة اسرائيل، من فكرة وعقيدة شعب الله المختار، الى ان فلسطين هي ارض الميعاد، التي يجتمع فيها يهود العالم، وهذه المشروع، صنعه قادة الحركة الصهيونية، بدايةً …(لم تكن فلسطين هي أرض الميعاد الموعودة لليهود، فقد كانت “المنظمة الصهيونية” مستعدة لقبول أي أرض لتقيم عليها “دولة إسرائيل” المزعومة، وقد سبق ذلك اقتراحات لإنشاء دولة يهودية في الأرجنتين سنة 1897م وفي قبرص سنة 1901م وفي سيناء سنة 1902م. وقد عرضت أراضي أخرى منها مشروع توطين في “يوغندا” – أوغندا، ومشروع اقامة دولة يهودية في الخليج الفارسي).. رابط المقال..
https://alkhanadeq.com/post.php?id=2515
كيان يقوم على الحق الالهي، والوعد الالهي، والتفويض الالهي، لا يستطيع ان يعيش طويلاً، لانه لا يتمكن من التعايش مع محيطه، ولن يقدر على تذويب مواطنيه كما اخضاع جيرانه..
كما ان هذه العقيدة الراسخة، والقناعة الفكرية، ترسم مسار قادة هذا الكيان كما سلوكهم السياسي والامني، وحتى الاجتماعي، والاجرام الذي نشاهده في تعامل قادة هذا الكيان مع الشعل الفلسطيني في مختلف الاراضي الفلسطينية، سواء في فلسطين المحتلة او في قطاع غزة، والضفة الغربية، نرى ان الاجرا المتمادي من قتل يرقى الى مستوى الابادة، والاستيلاء على الاراضي، وتهجير السكان وتدمير المنازل والمزروعات، والاعتقالات المتواصلة بوتيرة يومية، وبناء المستوطنات والمستعمرات، وتبني سياسية التحريض التي تستند الى مفاهيم دينية وثقافة تلمودية، تقودنا الى قناعة كاملة الى حتمية الصدام والصراع والمواجهة، الصهاينة بحسب شروطهم ومفاهيمهم، هي حرب دينية بالمطلق، لانها ارادة ربانية ان يتم قتل من يخالفهم، وبالنسبة لشعبنا الفلسطيني والعربي والاسلامي، فإن هذه الحرب لم تأخذ سوى البعد الانساني والاجتماعي والسياسي، من تحصيل الحقوق وحق العودة، واستعادة الارض، واقامة دولة ديموقراطية يتعايش فيها كافة ابناء الاديان بما فيهم اليهود.. وللتاكيد على فكر الحركة الصهيونية، الديني المتزمت والاصولي العدائي لكل الشعوب والاديان..والروح العدوانية الاجرامية التي يتسم بها قادة هذا الكيان.. نتوقف عند تصريحاتهم ومواقفهم التي تصدر عن مرجعيات واصحاب مواقع وليس من مواطنين عاديين ممكن ان نعتبر ان تصريحاتهم لا وزن لها…
- قال وزير التراث بالحكومة الإسرائيلية عميحاي إلياهو إن إلقاء قنبلة نووية على غزة هو حل ممكن، مضيفا أن قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض، وعلى إسرائيل إعادة إقامة المستوطنات فيه، ورأى أن للحرب أثمانا بالنسبة لمن وصفهم بـ”المختطفين” الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية. وردا على سؤال في مقابلة مع راديو “كول بيراما” (محلي) عما إذا كان ينبغي قصف غزة بقنبلة نووية، أجاب إلياهو “هذا أحد الاحتمالات”، وفقا لصحيفة إسرائيل اليوم.
- في تعليق صادم وعنصري، دعا نائب رئيس بلدية القدس أرييه كينغ، إلى دفن الفلسطينيين المعتقلين «أحياء». وعرض كينغ في منشور على «فيسبوك»، صورة للمعتقلين الذين أوقفتهم القوات الإسرائيلية في جباليا وبيت لاهيا، يوم الخميس، واقترح أن تقوم الجرافات العسكرية من طراز D-9 بطمرهم أحياء. كما وصفهم بـ «نازيي» الأيام الحالية، ونصح وزارة الدفاع بأن «تهيل التراب فوقهم في الحفرة». واثارت الصور انتقادات واسعة، خصوصاً ان المعتقلين ظهروا مجردين من ملابسهم. وحاولت إسرائيل تبرير تلك الاعتقالات، عبر اتهام عدد من الموقوفين بالانتماء لحركة «حماس».
- قالت وسائل إعلام إسرائيلية، أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، دعا حكومة الحرب إلى عدم السماح للعمال الفلسطينيين بدخول إسرائيل من الضفة الغربية للعمل في الوقت الذي تبحث فيه الحكومة هذا الأمر. وقال عبر منصة (إكس): «السماح بدخول العمال من (مناطق) السلطة الفلسطينية المغرقين في التحريض على إسرائيل استمرار لمفهوم أننا لم نستوعب شيئا من (هجوم) السابع من أكتوبر». ومنذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تمت الموافقة على دخول خمسة آلاف عامل فلسطيني فقط تم تصنيفهم على أنهم أساسيون من أصل مئة ألف عامل يحملون تأشيرات عمل في إسرائيل.
- قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: : “نفرض حصارا كاملا على مدينة غزة، لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود، كل شيء مغلق، نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف وفقا لذلك”…
وهم الارتباط الالهي، ووهم العودة الى ارض الميعاد، ووهم الاحساس والقناعة، بان اليهود هم شعب الله المختار على الارض، تجعل من ممارساتهم، عدوانية واجرامية ومنافية لابسط المباديء الانسانية، من قتلٍ وتهجير وتدمير وحصار وتجويع، لان اليهود فوق البشر، وما دونهم حيوانات بشرية كما قال وزير الدفاع الاسرائيلي الذي تتعاون معه الولايات المتحدة والعالم الغربي.. وتقدم له الدعم دون حساب وبالتالي دون محاسبة..
هذا الفكر الديني الغيبي الذي يقوم على الفوقية، والذي تترجمه الممارسات الدموية التي يشاهدها العالم بأسره، تفرض علينا اعادة النظر في طريقة مواجهته، وكيفية التعامل مع من يؤيده.. ويدعمه، ويبرر جرائمه، وخاصة قتل الاطفال وتدمير المستشفيات..
تحت عنوان … لقد أصبحت غزة مقبرة لآلاف الأطفال..
نشر موقع يونيسيف لكل طفل..كلمة المتحدث باسمها…
فيما يلي ملخص لما قاله المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر – الذي يمكن أن يُنسب إليه النص المقتبس – في المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم في قصر الأمم في جنيف
https://www.unicef.org/mena/ar/%D9%84%D9%82%D8%AF-%D8%A3%D8%B5%D8%A8%D8%AD%D8%AA-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-
على العالم الغربي، ومن يدعم اسرائيل ان يحدد موقفه بوضوح..
هل هو مع المشروع الديني للكيان الصهيوني..؟؟
اذا كان نعم، فكل اصحاب الديانات من حقهم اطلاق مشاريعهم الدينية.. ومن حقهم ممارسة ما يمارسه هذا الكيان…!!
واذا كان الجواب ..كلا.. ومع ذلك يتم دعم هذا الكيان.. هذا معناه ان هناك ازدواجية معايير.. وما يحق لهذا الكيان لا يحق لغيره.. وبالتالي لا يمكن لاي دولة وخاصة الولايات المتحدة ان تقدم نفسها وسيط او جهة حريصة على حقوق الانسان وحماية الديموقراطية في العالم..
لان ما نشاهده وما نعيشه بدون ادنى تلاعب قمة الاجرام من اسرائيل ومن يقدم لها الذخيرة والسلاح والدعم المادي او التجاهل السياسي، والاعلامي…!!
لآن انتصار وهم الفوقية والتفوق، والحق الالهي، يقود الى ممارسات غير انسانية، وقد يشعر قادة الكيان ومن يؤيدهم بالانتصار الموهوم، وبناء دولة ارض الميعاد يتم على جثث وجماجم الاطفال والنساء والشيوخ، وعلى انقاض المدن والقرى والمؤسسات الاستشفائية والمدرسية، وتدمير البنى التحتية، والحصار غير المبرر للمدنيين حتى يصيبهم الجوع والعطش.. وبالتالي الموت البطيء…!!
وهذا المشهد قد يتكرر وربما تكرر في دول اخرى واصاب شعوب اخرى ايضاً…!! بناءً على هذه التجربة والممارسة..!!
ولكن هذه الامة سوف تنهض من جديد دون شك كما نهضت في السابق…!!